أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر والمملكة العربية السعودية هما ركيزتان أساسيتان للأمن القومي العربي، مشددًا على أن العلاقات بين البلدين تتمتع بطابع استراتيجي وتاريخي ممتد، حيث تتجاوز المصالح الظرفية وترتكز على رؤى مشتركة ومصير واحد.
تطور العلاقات المصرية السعودية
أشار سلامة في تصريحاته أن العلاقات بين القاهرة والرياض شهدت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، خصوصًا في ظل التقارب بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقد تجسد هذا التقارب في مشروعات مشتركة وتعاون في مجالات متعددة تهدف إلى تحقيق نهضة الشعبين. وأوضح أن هذا التقارب الاستراتيجي يثير قلق بعض الأطراف التي تحاول نشر الفتنة والفرقة من خلال منصات مأجورة تسعى إلى تأجيج التوتر بين البلدين، معربًا عن ثقته بأن تلك المحاولات دائمًا ما تفشل بسبب قوة العلاقات الشعبية والمؤسسية بين الجانبين.
العلاقات الاستراتيجية
وأضاف أن الموقف المصري الصريح، الذي عبر عنه وزير الخارجية بدر عبد العاطي خلال استقبال نظيره السعودي في مدينة العلمين، يعكس رفض القاهرة القاطع لتلك المحاولات المغرضة، ويؤكد أن العلاقات بين البلدين قوية بما يكفي لتجاوز أي تأثيرات سلبية ناتجة عن حملات مشبوهة. وتجلت العلاقات بين مصر والسعودية أيضًا في التعاون المؤسسي من خلال تأسيس مجلس الأعمال المصري السعودي، الذي يمثل أحد ثمار التنسيق الدبلوماسي المستمر ويعكس الرغبة المتبادلة لتعزيز الشراكة على مختلف الأصعدة.
وتطرق أستاذ العلوم السياسية إلى أهمية التوافق المصري السعودي في بعض الملفات الإقليمية الحساسة، مثل الرفض المشترك للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفض محاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير سكان القطاع. كما أكد على أهمية التنسيق المستمر بخصوص الأوضاع في ليبيا والسودان، والحرص على دعم استعادة الدولة الوطنية وإنهاء التوترات الداخلية.
في الختام، أكد سلامة أن العلاقات المصرية السعودية متينة وعميقة الجذور، ولا يمكن أن تتأثر بمحاولات شق الصف، وذلك بفضل الرؤية الاستراتيجية الواضحة التي يتمتع بها كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، إضافة إلى الحرص المشترك على حماية الأمن القومي العربي من أي محاولات خداع أو زعزعة.