
سرطان الكبد وتأثيره على الصحة العامة
توفي الإعلامي الفرنسي المعروف تييري أرديسون يوم الإثنين 14 يوليو بعد صراعه مع مرض سرطان الكبد، الذي يُعتبر من أخطر وأكثر أنواع السرطان انتشارًا في العالم.
السرطان الكبدي والأعراض المرتبطة به
تشير التقارير الصحية من فرنسا إلى أن سرطان الكبد غالبًا ما يتم اكتشافه في مراحل متأخرة، مما يقلل من فرص إجراء عمليات جراحية. وفقًا لصحيفة سود ويست الفرنسية، يتسبب هذا المرض في وفاة حوالي 9 آلاف شخص سنويًا في البلاد، حيث تسجل معدلات الوفيات في الأسابيع الأولى بعد التشخيص نسبة تصل إلى 15%، وهو ما يعكس سريعًا مدى خطورته. تُعتبر الأعراض المرتبطة بهذا النوع من السرطان من أكثر العلامات التي يمكن أن تكون خادعة، حيث قد لا تظهر لأشهر أو حتى سنوات. تتضمن الأعراض الشائعة الشعور بالتعب المزمن، اضطرابات هضمية، فقدان الشهية، فقدان الوزن الغير مبرر، الغثيان، وفي بعض الأحيان شعور بألم في الجانب الأيمن من البطن. بسبب تشابه هذه الأعراض مع أمراض أخرى، غالبًا ما يتم تجاهلها في المراحل الأولى.
تشير مركز ليون برار الطبي إلى أن أعراض مثل اليرقان (اصفرار الجلد والعينين)، الانتفاخ البطني، الحكة الجلدية المزمنة، وفقدان الشهية يجب أخذها على محمل الجد، فهي قد تشير إلى ضرورة تقييم طبي عاجل. كما أظهرت بيانات معهد كوري الفرنسي أن الكحول هو المسبب الرئيسي لنحو نصف حالات سرطان الكبد التي تُسجل سنويًا. ويظهر أن المخاطر لا تقتصر على مدمني الكحول فحسب، بل تشمل أيضًا الأشخاص الذين يتناولون كميات معتدلة. من بين العوامل الأخرى التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، تُعتبر السمنة، وداء السكري من النوع الثاني، والالتهابات الكبدية الفيروسية B وC، والتدخين، حيث تساهم جميعها في إضعاف الكبد وتوفير بيئة ملائمة لنمو الخلايا السرطانية.
مع الإعلان عن وفاة تييري أرديسون، جددت مؤسسات الصحة العامة في فرنسا دعوتها لتعزيز الوعي حيال أعراض سرطان الكبد والعوامل المرتبطة به. وأكدت على أن الكشف المبكر من خلال الفحوصات الدورية والتقييم الطبي للأشخاص المعرضين للخطر يمكن أن يحسن من فرص العلاج ويقلل من حالات الوفاة.