
رئيس جامعة الأزهر: آية الدعاء في عرفة تقسم الناس إلى فريقين
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن الآية الكريمة:﴿فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ • وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ • أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾، جاءت في إطار يوم عرفة، وتقوم بتقسيم المحتجين بالدعاء إلى فئتين: الأولى تطلب الأمور الدنيوية فقط دون أن تهتم بالآخرة، والأخرى تسعى للحصول على خير الدنيا والآخرة معًا.
فئات الداعين في يوم عرفة
وأوضح الدكتور داود، خلال حلقة برنامج “بلاغة القرآن والسنة” الذي يُبث على قناة الناس، أن بعض المفسرين يرون أن كلا الفريقين من المؤمنين، حيث إن “الناس” المقصودة في الآية هم المؤمنون الذين يقفون بعرفات، ومن بينهم من يركز في دعائه على الأمور الدنيوية مثل المال والأولاد والمناصب والصحة، دون الالتفات إلى الدعاء فيما يتعلق بالآخرة. بينما النوع الآخر يطلب الخير في الدارين.
وأضاف أن العلامة الطاهر بن عاشور قدّم رأيًا مهمًا جدًا، حيث أشار إلى أن الفئة الأولى التي تقول: ﴿فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا﴾ لا يمكن أن تكون من المؤمنين، إذ أن المؤمن -حتى في لحظات الغفلة- لا يقتصر دعاؤه على الدنيا فقط، وخاصةً في يوم عرفة وفي أماكن الطهر وفي موسم روحاني عظيم.
وأشار إلى أن هؤلاء الذين ينتمون إلى الفئة الأولى كانوا من الكافرين، قبل أن يتم منعهم من الحج، وقبل نزول الآية: ﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا﴾.
كما تناول الدكتور داود مسألة حذف المفعول في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا﴾، حيث أن هذا الحذف يعكس انحصار الطموح والاهتمام في الأمور الدنيوية فقط، مما يدل على أن الداعي يطلب من الله ما في الدنيا بشكل غير محدد، مما يكشف عن انشغال محدود عن طلب الآخرة.
وأيضًا تطرق إلى عبارة: ﴿وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ التي تعني أنه لا نصيب له في الآخرة، مشيرًا إلى أن “من” هنا تأتي للدلالة على أدنى نصيب أو حظ، مما يعزز حقيقة أن الذي يقوم بهذا الدعاء قد فاته أعظم ما يمكن طلبه في أوقات العطاء الإلهي.