
غدامس القديمة تُرفع من قائمة المواقع الأثرية المعرضة للخطر
أعلنت المندوبية الليبية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك عن قرار لجنة التراث العالمي برفع مدينة غدامس القديمة من قائمة المواقع الأثرية المهددة بالخطر، بعد نحو عشر سنوات من إدراجها ضمن هذه القائمة. تُعرف غدامس بلقب “لؤلؤة الصحراء”، وتقع على بعد حوالي 600 كيلومتر جنوب غرب العاصمة طرابلس، بالقرب من الحدود مع تونس والجزائر.
المدينة التاريخية واستقطاب السياح
كانت غدامس القديمة وجهة مفضلة لمئات الآلاف من السياح من جميع أنحاء العالم قبل أن تدخل ليبيا في دوامة من الفوضى عقب سقوط نظام معمر القذافي خلال انتفاضة شعبية. ومنذ عام 2014، انقسمت البلاد بين إدارتين متنافستين في الشرق والغرب، مع وجود جهود مكثفة من قبل الأمم المتحدة لتقريب وجهات نظر الأطراف المختلفة وإنهاء الفوضى الراهنة.
تتميز ليبيا، المنتجة للنفط والواقعة على البحر المتوسط، بوجود العديد من المواقع الأثرية، حيث تملك خمس مناطق مسجلة لدى اليونسكو، وهي: شحات، ولبدة الكبرى، وصبراتة، ومواقع الفن الصخري في تادرار أكاكوس، بالإضافة إلى مدينة غدامس القديمة. وفي عام 2016، قامت اليونسكو بإدراج هذه المواقع الخمسة ضمن قائمة المواقع المهددة بالخطر بسبب ما وصفته “بالأضرار الناجمة عن الصراع، وخطر حدوث مزيد من الأضرار”.
أوضح رئيس المندوبية الليبية لدى اليونسكو، صالح العقاب عبد الله، في تصريح له عبر الواتساب لوكالة رويترز، أن المتخصصين في الآثار شعروا بالاستياء بعد إدراج المواقع في قائمة الخطر، وقد بذلوا جهوداً كبيرة لإخراجها منها. وأكد أن هذه المواقع لم تتعرض لأي اعتداءات مسلحة، بل كانت الضغوطات الأساسية ناتجة عن زيادة البناء العشوائي والنشاط غير المنظم في الحفر بحثاً عن الآثار وتهريبها للخارج.
كما أشار العقاب إلى أن قرار رفع غدامس القديمة جاء بعد جهود كبيرة في ظل ظروف غير مستقرة، مُشيداً بالعمل الذي قام به أهالي المدينة من أجل تعزيز الوعي حول حماية الآثار وبناء القدرات لمكافحة الاتجار غير المشروع. وأكد أن الجهود لا تزال مستمرة من أجل رفع باقي المواقع من قائمة الخطر.