أخبار لايت: الغذاء والجوع كأداة للسيطرة – أحدث التقارير من السعودية

أخبار لايت: الغذاء والجوع كأداة للسيطرة – أحدث التقارير من السعودية

الغذاء والجوع كوسيلة للسيطرة

الحق في الغذاء يُعتبر من الحقوق الأساسية للإنسان، حيث يُعبر عن الحق في الحصول على غذاء كافٍ ومناسب من حيث الكمية والنوع، بما يتماشى مع احتياجات الفرد الغذائية والثقافية، بما يسمح له بالعيش حياة صحية ونشطة. هذا الحق مُعترف به في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة في عام 1948، ومُدرج في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لعام 1966. ومع ذلك، هذا المفهوم لم يُدرج في العديد من السياسات الدولية. من المؤسف أن في عام 2021، كانت الولايات المتحدة وإسرائيل هما الدولتين الوحيدتين اللتين صوتت ضد مشروع قرار في الأمم المتحدة يعزز من حق الغذاء كحق أساسي للإنسان.

اليوم، في عام 2025، يبدو أن الأسباب وراء ذلك أصبحت واضحة. فقد كان عدم توقيع إسرائيل على المشروع دليلاً على نيتها في تنفيذ إبادة جماعية تستمر طويلاً، كما هو مشهود في غزة. في سياق الحركات الاستعمارية، يُشعر الطغاة بقوة السيطرة عندما يجوعون السكان الأصليين، فبدلاً من استخدام العنف فقط، يتمثل أحد أساليب السيطرة في تجويع هؤلاء السكان حتى الموت. هذا التاريخ يكرر نفسه في أماكن عدة، حيث شهدت الشعوب في بنغلاديش، والأمريكيتين، وأفريقيا جوعًا خطيرًا ومؤلمًا.

إن التجويع يُعَدّ أكثر فتكًا من القتل، لأنه يميت في عمق الوجود ويؤثر على الثقافة والانتماء. إطعام الناس جزء لا يتجزأ من النسيج الأخلاقي والثقافي للبشر، فالبقاء ليس مجرد استمرار للحياة، بل هو غمر في الهويات والقيم.

تشير التقارير من وزارة الصحة في غزة إلى «أعداد غير مسبوقة من الجوعى، من جميع الفئات العمرية، يصلون إلى أقسام الطوارئ في أسوأ حالات التعب والإرهاق. التحذيرات تزداد، حيث أن المئات ممن أصابتهم أوجاع الجوع ويعيشون في ظروف قاسية يواجهون خطر الموت بسبب نقص التغذية، وقد تجاوزت أجسامهم حدود التحمل».

المجاعة كوسيلة للتدمير الثقافي

من الواضح أن المجاعة هي سلاح فتاك تتبناه الأنظمة التوسعية، حيث تفوق خطورتها مجرد فقدان الحياة، بل تشمل تدمير الهوية والثقافة. الأثر طويل الأمد لتجويع الشعوب يؤدي إلى تفتيت المجتمعات وإضعاف الروابط الاجتماعية. إن هذا الوضع يُظهر بشكل صارخ ضرورة الدفاع عن الحق في الغذاء كمبدأ أساسي للحياة والكرامة الإنسانية. إن لم تُتخذ إجراءات جادة وفورية، فسيستمر هذا المأساة في صنع آلام جديدة وفصول في تاريخ الإنسانية تُعاني من الجوع والفقر.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *