الضفة الغربية في خطر.. والأردن تحت التهديد: تطورات عاجلة

الضفة الغربية في خطر.. والأردن تحت التهديد: تطورات عاجلة

نهاية حلم الدولتين: الضفة الغربية ضاعت والأردن في مرمى النيران

تمثل التطورات الأخيرة في الضفة الغربية تحديًا كبيرًا أمام الحقوق الفلسطينية، حيث لم تعتبر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة هذه الأراضي محتلة، بل اعتبرتها حقًا إلهيًا. وقد أصبحت “يهودا والسامرة”، وفقًا للخطاب الإسرائيلي، ليس فقط جزءًا من أسطورة “أرض إسرائيل” ولكن أيضًا حجر الزاوية للرؤية الاستعمارية التي تنفي أي شرعية للسيادة الفلسطينية. في الوقت الحالي، تشهد الأراضي مطالبات بالضم غير المعلنة، حيث تواصل إسرائيل توسيع المستوطنات وبناء بنى تحتية للفصل بين السكان. وهذا يتزامن مع تكثيف العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين، مما أدى إلى تهجير الآلاف من منازلهم.

الضغوط على الأردن في ظل التصاعد الإسرائيلي

يسري الخوف في الأردن كونه الأكثر تأثراً بهذه التغيرات. فالمملكة الهاشمية تمتلك روابط تاريخية وجغرافية وثيقة مع الضفة الغربية، مما يجعلها حذرة من أي تحولات قد تؤثر على سكانها من أصل فلسطيني. عدم وجود موقف أردني صارم تجاه التصاعد في السيطرة الإسرائيلية يزيد من القلق، حيث تستمر التصريحات الرسمية في إطار الاعتراضات الدبلوماسية دون اتخاذ خطوات فعلية. رغم ذلك، فإن الأردن يشعر بالقلق من أن يتحول إلى “وطن بديل” للفلسطينيين، حيث يرتبط أكثر من نصف سكانه بشكل مباشر بالقضية الفلسطينية.

تتوالى الأفكار والسياسات الإسرائيلية التي تستهدف تهجير الفلسطينيين إلى الأردن، مستخدمة استراتيجيات عدة مثل “الكونفدرالية” أو تصورات عن “الأردن هو فلسطين”، الأمر الذي يثير مخاوف من أن يُجبر الأردن على استيعاب الفلسطينيين بعد عدم الاعتراف بسيادتهم. تستمر الضغوط على المملكة، التي قد تجد نفسها مضطرة لمواجهة تداعيات هذه السياسة المتنامية، بينما تزداد الهيمنة الإسرائيلية.

في اللحظة الحالية، يتعين على الأردن أن يتحرك بفاعلية لتجنب أن يصبح أداة لخدمة الأهداف الإسرائيلية. يجب أن تبني عمّان جبهة عربية وفلسطينية متماسكة لمواجهة محاولات تقويض الدولة الفلسطينية، إذا كانت تريد تجنب التورط في صراع مستقبلي أكبر، وضمان عدم انهيار التوازن الداخلي لديها. إن أي تغييرات سلبية ستؤثر ليس فقط على الفلسطينيين، بل ستنعكس أيضًا بشكل جسيم على السلام والاستقرار في المنطقة.

إن الأردن يواجه لحظة حاسمة تفرض عليه التفكير الاستراتيجي وبناء حلول فعالة تساهم في حماية حقوق الفلسطينيين وضمان العيش بكرامة. في ظل هذه التحديات، يتجلى دور المملكة كحائط صد ضد التهديدات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، لكن ذلك يتطلب منهجًا جديدًا ومرونة دبلوماسية فعالة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *