الأسواق السعودية تصمد في وجه التحديات بينما العالم يعيد تقييم أوضاعه

الأسواق السعودية تصمد في وجه التحديات بينما العالم يعيد تقييم أوضاعه

توازن السوق السعودية amid التقلبات العالمية

رغم التحديات الناتجة عن الظروف الاقتصادية العالمية، أظهرت السوق السعودية أداءً متوازنًا، مدعومًا بقوة مالية ونظرة مستقبلية مستقرة تجاه القطاعات الأساسية. في حين تواجه الأسواق العالمية فترة إعادة تقييم للمخاطر بسبب زيادة مؤشرات تباطؤ النمو الاقتصادي وعدم وضوح مواعيد تخفيض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية. من المتوقع أن يوفر الأسبوع المقبل إجابات مهمة حول مستقبل الاقتصاد العالمي في النصف الثاني من 2025. ومن المحتمل أن تتذبذب الأسواق المالية العالمية هذا الأسبوع بين مشاعر الترقب والقلق، مع زيادة الضبابية بشأن أسعار الفائدة الأمريكية وتأثير البيانات الاقتصادية الضعيفة من أوروبا والصين. بينما تبدي السوق السعودية مرونة نسبية في الأداء، وسط تراجع النشاط التجاري وانتظار نتائج الشركات المدرجة.

الأسواق العالمية تترصد المخاطر

خلال الأيام الخمسة القادمة، يتوقع أن تتراجع شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، حيث سجل مؤشر السوق السعودية “تاسي” ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.3% ليغلق عند مستوى 12.015 نقطة، مع تراجع النشاط التجاري الذي بلغ 18.9 مليار ريال، مسجلاً انخفاضًا تجاوز 6% عن الأسبوع السابق. على الرغم من هذا التراجع، أظهرت السوق نوعًا من التماسك أمام التقلبات العالمية، بدعم من قطاعي البنوك والمواد الأساسية، واللذين استفادا من موجة الشراء الانتقائي قبيل موسم نتائج الشركات النصفية. شهد قطاع البنوك دعمًا قويًا نتيجة توقعات استمرار ارتفاع معدلات الفائدة لفترة أطول، مما يعزز من هوامش الربحية. بينما حقق قطاع البتروكيماويات استقرارًا نسبيًا بسبب الأسعار، بالرغم من التراجع في أسعار خام برنت. في الجهة المقابلة، عانت أسهم الاتصالات والعقار من ضغوط بيعية نتيجة ضعف الزخم الاستثماري.

أما بالنسبة لأسعار النفط، فمن المتوقع أن تتراجع بشكل طفيف هذا الأسبوع، حيث أغلق خام برنت عند مستوى 83.10 دولارًا للبرميل، متأثرًا بزيادة المخزونات الأمريكية والقلق بشأن الطلب من الصين. وفي المقابل، يستمر سعر الذهب في الارتفاع بفعل توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة، حيث سجلت الأوقية مستوى 2.455 دولارًا، مما يُظهر ضعف الثقة في أسواق الأسهم وتراجع الدولار الأمريكي خلال الأسبوع.

شهدت الأسواق الأمريكية تقلبًا، حيث سجل مؤشر ناسداك مكاسب بسيطة بدعم من أسهم الذكاء الاصطناعي، بينما انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 0.6% بسبب نتائج ضعيفة من مجموعة من شركات القطاع المالي والصناعي. تزايدت المخاوف بشأن احتمال دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة تباطؤ، وذلك بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة والتصنيع التي جاءت أقل من المتوقع، مما أدى إلى تزايد القلق بشأن البيانات الاقتصادية المرتقبة.

في سياق متصل، أنهت الأسواق الأوروبية تداولاتها الأسبوع الماضي بانخفاضات ملحوظة، بعد صدور بيانات نمو دون التوقعات في ألمانيا وفرنسا، في الوقت الذي نشرت فيه الصين أرقامًا مخيبة للآمال بشأن الاستثمار والاستهلاك، مما زاد من القلق حيال التعافي الاقتصادي العالمي. شهدت الأسهم الصينية تراجعًا لليوم الثالث على التوالي، قبل تدخل الحكومة عبر إجراءات دعم محدودة في سوق العقار.

تركز المستثمرون خلال الأسبوع المقبل على نتائج الشركات الكبرى المدرجة في السوق السعودية، بالإضافة إلى تقارير الأداء الربعي لشركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة. كما تترقب الأسواق بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثاني، إلى جانب قرارات السياسة النقدية من البنك المركزي الأوروبي وبنك كندا. ستتوجه الأنظار نحو مستويات السيولة ومؤشرات الثقة، حيث أن الأسواق تواجة بيئة ذات معدلات فائدة مرتفعة لفترة طويلة، مما يعيد تشكيل مشهد الاستثمار عالميًا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *