
وأضافت أن خطاب “أبو عبيدة” جاء كاستجابة مباشرة للتصريحات الصادرة عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي وهيئة الأركان الذين ادعوا أن عملية “عربات جدعون” قد حققت جميع أهدافها، مشيرة إلى أن الاحتلال يحاول فرض مفهوم “نصر” جديد، حتى لو كان مجرد نصر إعلامي. كما رأت جبر أن الخطاب يبرز استمرار المقاومة الفلسطينية، ويرسل في الوقت نفسه رسالة واضحة إلى دول الاتحاد الأوروبي، التي لم تتخذ موقفًا حاسمًا تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، ولم تتمكن حتى من تجميد اتفاقية الشراكة مع الاحتلال للضغط عليه.
وشددت جبر على أن الخطاب يعكس تخلي المجتمع الدولي عن غزة، بما في ذلك العالم العربي والإسلامي، وصمتهم عن المجازر والكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع. وأشارت إلى أن “أبو عبيدة” استخدم في خطابه أبعادًا دينية، عندما أشار إلى عملية “حجارة داوود”، مما يعكس الطابع العقائدي للمقاومة و اعتبر المقاتلين “مرابطين مع الله”. وأكدت أن الخطاب يعكس أيضًا التماسك الداخلي في غزة، ووحدة الشارع الغزي خلف المقاومة، مع الإشارة إلى عزلة العملاء ورفض المجتمع لهم.
وفيما يتعلق بموضوع صفقة تبادل الأسرى، لفتت جبر إلى أن خطاب “أبو عبيدة” تضمن تحذيرًا واضحًا للاحتلال، مفادها أن هذه الصفقة يجب أن تتم وفق شروط المقاومة، وإلا لن تتكرر الفرصة مرة أخرى لإبرام صفقة جديدة على مراحل. واختتمت جبر حديثها بالإشارة إلى عبارة مثيرة في نهاية الخطاب، “المقاومة مستمرة ولو بالحجارة”، معتبرة أن لهذه الجملة أبعادًا كبيرة تتعلق بالواقع في غزة، الذي يعاني من حصار خانق داخليًا وخارجيًا، لكنها تؤكد في ذات الوقت أن خيار المقاومة لا يزال قائمًا رغم الظروف الصعبة.
خطاب “أبو عبيدة” يعيد مسألة فلسطين إلى الواجهة ويكشف عن تراجع الدعم الدولي لغزة
تجدر الإشارة إلى أن موضوع خطاب “أبو عبيدة” قد تم تداوله بشكل واسع، حيث تناول فيه العديد من النقاط الهامة التي تعكس الوضع القائم والتحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية في الوقت الراهن.
تصريحات “أبو عبيدة” كمنصة لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية
إن تحليل خطاب “أبو عبيدة” قد يعكس ليس فقط موقف المقاومة، بل أيضًا التحديات التي تواجهها وتعكس مدى تأثير هذا الخطاب على الساحة السياسية الوطنية والدولية، وبالتالي، يبقى الدور الفعال للمقاومة مهمًا في إبراز قضية فلسطين على الساحة العالمية وحشد الدعم لها.