
السوق السعودية تستعيد توازنها بعد فترة من التراجع
أنهت سوق الأسهم السعودية أطول سلسلة خسائر مرت بها منذ أكثر من عام ونصف، حيث ساهمت إعلانات الشركات الإيجابية في وقف نزيف النقاط الذي استمر لمدة ثماني جلسات متتالية. جاء ذلك في ظل ضغوط بيعية ملحوظة وتراجع اهتمام المستثمرين بفتح مراكز جديدة في السوق خلال الفترة السابقة. مع بدء تداولات اليوم، ارتفع مؤشر “تاسي” بنسبة 0.5% ليصل إلى 11063 نقطة، مستفيدًا من صعود أسهم قيادية مثل “أرامكو” و”أكوا باور” و”سينومي ريتيل” و”الدريس” للخدمات البترولية بعد الإعلان عن نتائجها المالية للربع الثاني، مما ساهم في تعزيز معنويات المتعاملين وإعادة الزخم إلى السوق بعد موجة التراجعات.
استعادة الثقة في السوق المالية
أشارت شركة الرياض المالية إلى أن السوق قد تواجه مستوى مقاومة عند 11094 نقطة، محذرة من أن العودة للتراجع دون القاع المسجل الأسبوع الماضي عند 10572 نقطة قد يعيد الضغوط البيعية ويضعف حركة السوق في المدى القصير. أسهمت الأخبار الإيجابية من الشركات في تحسين المزاج الاستثماري، حيث عاد سهم “أكوا باور” إلى الاتجاه الإيجابي بعد إعلان الحكومة السنغالية عن المضي في مشروع محطة تحلية المياه بالتعاون مع الشركة، بتكلفة تقدر بنحو 800 مليون دولار، مما زاد من الثقة في آفاق أعمال الشركة إقليميًا.
في هذا الإطار، توقع إكرامي عبد الله، كبير المحللين الماليين، بأن تشهد السوق تحسنًا في مستويات السيولة خلال الأسبوع الجاري، بعد تراجعها إلى حدود 4 مليارات ريال الأسبوع الماضي. كما توقع أن تسهم زيادة زخم إعلانات نتائج الشركات في تشجيع المستثمرين على العودة إلى السوق. وأوضح في تصريحاته أن تقييمات السوق ومكررات الربحية بدأت تتحسن، لكن وجود خيارات استثمارية خارج السوق لا يزال يمثل تحديًا لجذب المزيد من السيولة.
شهد سهم “سينومي ريتيل” ارتدادًا قويًا تجاوز 6% في بداية التداولات بعد إعلان استحواذ “الفطيم للتجزئة” الإماراتية على 49.95% من أسهم الشركة مقابل 675 مليون دولار، وهو ما يعكس إعطاء علاوة سعرية مقابل السعر المتداول للسهم. وفي ذات السياق، دعمت نتائج شركة “الدريس” للخدمات البترولية ارتفاع السهم بعد تحقيق نمو نسبته 21% في صافي أرباح الربع الثاني. وعلى الرغم من أن الأرباح جاءت أقل قليلاً من التوقعات، إلا أن السهم لا يزال من بين الأفضل في السوق من حيث الأداء ونمو الأرباح.
يأمل المستثمرون أن تساهم الإعلانات المالية الإيجابية في إعادة الثقة إلى الأسواق السعودية في الفترة المقبلة، مع توقعات بعودة السيولة بشكل تدريجي وتحسن شهية المخاطرة وسط البحث عن فرص جديدة.