الابتكار في المنشآت الصغيرة ودورها في التحول الاقتصادي
استعرض المقال السابق نجاحين لاثنتين من المنشآت السعودية في مجال تقديم القهوة والشاي، وهما نشاطات يومية يستهلكها الكثيرون. وقد أثارت تلك النجاحين تساؤلات حول “أين الابتكار؟” ولكن، ينبغي أن نفهم أن الابتكار لا يكمن فقط في المنتج ذاته بل في التجربة الفريدة التي قدمتها هاتان المنشأتان، مما دفع المستهلكين إلى التجربة والاستمتاع بالأجواء التي توفرها. إن البحث عن ابتكارات جديدة في عالم الأعمال يبرز العديد من الأمثلة، مما يعزز الفكرة الأساسية لسلسلة المقالات هذه، وهي أن الاقتصاد غير النفطي لن يعتمد على عدد قليل من المنشآت الكبيرة، كما كان الحال في فترة هيمنة الاقتصاد النفطي. في الوقت الراهن، ومع توجه المملكة نحو تنويع الاقتصاد ودعم القطاع الخاص، برزت أهمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة والتي تلعب دوراً حيوياً في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
التجديد في المشاريع الصغيرة والمتوسطة
يتناول المقال أيضاً شركتين بارزتين اعتمدتا على التقنية في تحقيق إنجازات كبيرة، لكننا سنبقى مع المنشآت الصغيرة التي نمت بفضل قدرة إقناعها المستثمرين وأصحاب المطاعم والمقاهي بما تقدمه من خدمات مبتكرة. المثال الأول هو شركة فودكس، التي تميزت في إدارة المطاعم السحابية وتقديم نظام متكامل لإدارة العمليات من الطلبات إلى الدفعات وتخزين المخزون. تأسست الشركة في 2014 وحققت نجاحات تمويلية كبيرة، مما جعلها تتبوأ مركزاً رائداً في سوق التقنية في الشرق الأوسط.
المثال الثاني هو شركة “مزارع البحر الأحمر”، التي تمثل مثالاً على الابتكار في مجال الزراعة، حيث تستخدم البيوت المحمية والزراعة بالمياه المالحة في مجتمع يعاني من ندرة المياه العذبة. انطلقت الشركة من جامعة كاوست، وقد حصلت على تمويلات متعددة لتعزيز ابتكارها الذي يساهم في تحقيق الأمن الغذائي. تعمل الشركة حالياً على زراعة الطماطم في مساحة 6 هكتارات داخل المملكة، ولديها خطط للتوسع إلى خارج حدودها، مما يبرز قدرة المنشآت الصغيرة على مواجهة التحديات وخلق فرص جديدة.