التخلص من إغواء الشيطان أثناء الصلاة
تواجه الكثير من المصلين مشكلة السرحان وإغواء الشيطان أثناء أداء الصلاة، مما يثير تساؤلات حول مدى قبول الصلاة. هل تكون الصلاة مقبولة إذا كانت أركانها صحيحة لكنها تفتقر إلى الخشوع؟ وبهذا الصدد، يتناول الشيخ علي المطيعى من علماء الأزهر هذه المسألة في حوار مع الزميل محمد فتحى عبد الغفار. حيث أوضح أن الصلاة مقبولة طالما أن أركانها صحيحة، لكن الأجر يختلف باختلاف درجة الخشوع، حيث كلما ارتفعت درجة الخشوع زاد الأجر عند الله سبحانه وتعالى.
تُشبه الصلاة امتحانًا دراسيًا، حيث يمكن للمرء أن يحصل على درجة كاملة أو يعبر ب50٪ فقط. وهذا يعني أن من يذهب إلى الصلاة وهو شرود الذهن قد ينجح في تلبية الفريضة ولكن درجاته لن تكون كدرجات من أداها بخشوع. وفي في ذلك إشارة إلى قول الحق سبحانه: “قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون”. ولكن كيف يمكن التغلب على هذا السرحان؟
طرق معالجة الوساوس أثناء الصلاة
من الجدير بالذكر أن الله تعالى من كرمه لم يقُل في كتابه الكريم “ويل للمصلين الذين هم في صلاتهم ساهون”، بل قال “ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون”، مما يعني أن السهو موجود في الصلاة. وكجزء من السنة النبوية، يقوم بعض الناس بأداء ركعتين سهو في نهاية الصلاة. ولكن لتجنب وسوسة الشيطان وإغوائه، من المهم قبل الشروع في الصلاة أن نقول دعاء الاستفتاح بعد النية والتكبير.
هذا الدعاء يتضمن: “إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين”، ثم يتبع ذلك بقراءة الفاتحة. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم هذا الدعاء ليعلمنا كيفية إغلاق مداخل الشيطان أثناء الصلاة. لذا، فإن المواظبة على دعاء الاستفتاح كفيلة بأن تمنع دخول الشيطان أثناء الصلاة، مما يساهم في زيادة الخشوع وتقوية العلاقة مع الله تعالى.