
الهدنة في الجنوب السوري
أعلنت عشائر الجنوب السوري التزامها الكامل بوقف جميع الأعمال العسكرية، في إطار الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع واستعادة الاستقرار. ودعت العشائر في بيان لها، إلى ضرورة الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين من أبنائها، مُعتبرة أن هذه الخطوة تعد أساسية لبناء الثقة بين كافة الأطراف المعنية.
استعادة الاستقرار في المنطقة
كما أكد البيان على أهمية تأمين العودة الآمنة للنازحين إلى مناطقهم بدون أي شروط مسبقة، مشدداً على ضرورة فتح قنوات الحوار والتنسيق بين مختلف الأطراف لتفادي تكرار الأحداث المؤسفة لاحقًا. وكان الشيخ حكمت الهجري قد أعلن في بيان باسم الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء.
يشمل هذا الاتفاق نشر قوات من الأمن العام على أطراف المحافظة وخارج حدودها، بهدف تهدئة الأوضاع وضبط الأمن. دعا الهجري المجموعات المسلحة داخل السويداء إلى تجنب أي استفزازات أو تحركات قتالية للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. تسود حالة من الهدوء في السويداء وسط الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، ونشر قوى الأمن السورية هناك.
وقد أعلنت الرئاسة السورية عن وقف شامل وفوري لإطلاق النار، بعد ساعات قليلة من تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سورية توماس برّاك حول اتفاق بين إسرائيل وسورية لإنهاء القتال عقب الاشتباكات في المنطقة ذات الأغلبية الدرزية. حذرت الرئاسة من أي خرق لوقف إطلاق النار، مشددة على أنه يعد انتهاكاً للسيادة.
شرعت قوات الأمن السورية بالانتشار في محافظة السويداء لـ”حماية المدنيين ووقف الفوضى”، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية. يذكر أن التوتر قد ارتفع بشكل ملحوظ في جنوب سورية منذ 13 يوليو بعد اندلاع اشتباكات بين عشائر بدوية ومسلحين دروز، حيث دخلت القوات الأمنية إلى مدينة السويداء في 15 يوليو بهدف إعادة الاستقرار.
عقب فترة وجيزة، قامت إسرائيل بشن غارات على الآليات العسكرية السورية المتوجهة إلى المحافظة، وقصفت عدة مواقع استراتيجية في العاصمة دمشق. وفي 16 يوليو، أعلنت وزارة الدفاع السورية سحب جميع القوات العسكرية من مدينة السويداء، وذلك وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه رغم استمرار الاشتباكات بين البدو والفصائل الدرزية.