فرق الإطفاء تتصدى لحريق هائل شمال مرسيليا في فرنسا

فرق الإطفاء تتصدى لحريق هائل شمال مرسيليا في فرنسا

حرائق الغابات في مارتيغ جنوب فرنسا

اندلع حريق كبير في منطقة غابات بمدينة مارتيغ في شمال غرب مرسيليا، مما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان ودفع فرق الإطفاء للتوجه إلى المكان لمحاولة السيطرة على النيران. يعتقد أن سبب الحريق شرارة من مصدر غير معروف، وقد أتى على نحو 154 هكتاراً من الغابات والنباتات الجافة في مدة قصيرة، بسبب الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة التي تجاوزت 35 درجة مئوية.

النيران تقترب من المناطق السكنية

وفقاً للسلطات المحلية في إقليم بوش دو رون، تم نشر أكثر من 800 رجل إطفاء، بالإضافة إلى 200 مركبة برية و9 طائرات متخصصة في إطفاء الحرائق مثل طائرات Canadair CL-215، لمكافحة النيران التي تقترب من المناطق السكنية في مارتيغ. وجرى إجلاء العشرات من المواطنين من منازلهم كإجراء احترازي، وتم إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى المنطقة لتسهيل حركة فرق الإنقاذ.

كذلك، أصدرت السلطات تحذيرات تفيد بضرورة بقاء السكان داخل منازلهم وإغلاق النوافذ لتفادي استنشاق الدخان السام الناتج عن الحريق. وأكد ميشيل أميال، رئيس بلدية مارتيغ، أن النيران “ما زالت خارج السيطرة”، مشدداً على أن الرياح القوية وانخفاض الرطوبة تعني أن الوضع “حرج”. وأعلن عن الحاجة الماسة لدعم الجميع لمنع انتشار الحريق نحو مرسيليا.

وأكدت إدارة الإطفاء في بوش دو رون أن الحريق أحدث أضراراً جسيمة للغطاء النباتي، بما في ذلك تدمير العديد من الأشجار في غابات مارتيغ، وهي منطقة ذات أهمية بيئية كبيرة. إضافة إلى ذلك، أصيب بعض رجال الإطفاء والسكان بجروح طفيفة جراء استنشاق الدخان، لكن لم ترد تقارير عن حالات وفاة حتى الآن.

تأتي هذه الأحداث في ظل موجة حرائق غابات اجتاحت جنوب فرنسا في الأيام الأخيرة، حيث أدى حريق مماثل في منطقة ليه بين-ميرابو إلى إصابة أكثر من 100 شخص وإجلاء المئات، مع تدمير عشرات المنازل وإغلاق مطار مرسيليا بروفانس لفترة مؤقتة. ويعزى تزايد هذه الحرائق إلى التغيرات المناخية التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة، مما يجعل الغابات عرضة للاشتعال.

تعتبر منطقة مارتيغ، التي تقع شمال غرب مرسيليا، واحدة من المناطق الساحلية الجذابة على البحر الأبيض المتوسط، إذ تشتهر بغاباتها الخضراء ومناظرها الخلابة. ومع ذلك، فإن هذه المنطقة، مثل العديد من مناطق جنوب أوروبا، أصبحت أكثر عرضة للحرائق نتيجة التغيرات المناخية التي تسفر عن موجات حر شديدة وجفاف ممتد.

تظهر التقارير أن يونيو 2025 شهد واحدة من أعنف موجات الحر في تاريخ فرنسا، مما جعل الغطاء النباتي جافاً وسهل الاشتعال. في الأيام الأخيرة، اندلعت حرائق غابات في عدة مناطق جنوب فرنسا، ومن ضمنها إقليم بوش دو رون، مما أسفر عن إصابة العشرات وإجلاء المئات. وبينما تُظهر البيانات أن الرياح القوية، مثل رياح الميسترال التي تصل سرعتها إلى 70 كم/ساعة، ساهمت في سرعة انتشار الحرائق، فإن السيطرة عليها أصبحت أكثر صعوبة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *