تنسيق عاجل بين الجهات الرسمية لملاحقة مفتعلي حرائق الغابات

تنسيق عاجل بين الجهات الرسمية لملاحقة مفتعلي حرائق الغابات

خطة وزارة الزراعة لمكافحة حرائق الغابات

أكد وزير الزراعة خالد الحنيفات أن الوزارة أعدت خطة طوارئ محدثة لتوزيعها مع بداية موسم الصيف على جميع الجهات الحكومية ومديريات الزراعة بالمحافظات، بهدف التعامل مع حرائق الغابات. وأوضح الحنيفات أنه يتم العمل على إزالة الأعشاب من جوانب الطرق وتقليم الأغصان القريبة من الأرض بواسطة فرق الحراج، بالإضافة إلى رفع جاهزية محطات الحراج وغرفة العمليات الرئيسية لمراقبة أي حرائق محتملة على مدار الساعة.

استجابة فعالة لمواجهة المخاطر البيئية

وأشار الحنيفات إلى أنه تم التواصل مع الحكام الإداريين لتسهيل فتح الطرق المغلقة، لا سيما في المواقع التي يرتادها المتنزهون. كما تم التأكيد على ضرورة عدم التخلص من الأعشاب عبر الحرق في الأراضي المملوكة، وحث المزارعين على استخدام وسائل حراثية سليمة لمنع انتقال النيران إلى الأراضي الحرجية. وفيما يتعلق بحريق أحراش جرش الذي اندلع مؤخراً، أكد الحنيفات على سرعة استجابة الجهات المعنية ونجاحها في إخماد الحريق في زمن قياسي، رغم أن التضاريس الصعبة والحريق المتعمد تتطلب إنشاء طرق مؤقتة للوصول إلى المناطق المتضررة، مما قد يؤدي إلى آثار سلبية خلال فصل الشتاء.

وأضاف الحنيفات أن المساحة المتضررة من النيران تقدر بنحو 250 دونماً، حيث تضررت أشجار معمّرة من السنديان واللزاب. كما أشار إلى وجود حريق سابق في ذات الموقع قبل عامين، وتمت معالجته بخطة لإدارة الموقع شملت حماية المنطقة وتشجيع التجدد الطبيعي، بالتعاون مع منظمة الفاو. ورغم النجاح في استعادة نشاط الغابة، إلا أن تضاريس المنطقة تُستغل من قبل بعض الأشخاص المتعمدين لإشعال الحرائق، ولكن التجهيزات التي أُعدت بعد الحريق السابق ساعدت في تسريع الاستجابة للحريق الأخير.

وفيما يتعلق بإجراءات ما بعد الحريق، أعلن الحنيفات أن الوزارة ستستكمل خطة تأهيل الموقع خلال عامي 2025-2026، لضمان غابة آمنة بالكامل من حيث البنية التحتية وطرق الوصول. كما تمتلك الوزارة خطة وطنية لإعادة تأهيل الغابات المحروقة بدعم من الموازنات المرصودة لقطاع الحراج، ستستهدف تأهيل المنطقة طبيعياً وبيئياً لتصبح غابة نموذجية.

أما بخصوص تعويض المتضررين، أكد الوزير أن الأراضي المتأثرة حكومية، ولكن إذا ثبت وجود أضرار في أراضٍ مملوكة، ستقوم مديرية المخاطر الزراعية بحصر الأضرار خلال الأيام القليلة المقبلة. وفي إطار استخدام التقنيات الحديثة لمواجهة الحرائق، تم توقيع اتفاقية مع شركات متخصصة في الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بُعد للحماية عبر الأقمار الصناعية، مما سيمكن من جرد ومراقبة الغابات ذات الكثافة العالية بالتعاون مع الدفاع المدني ومديرية الأمن العام.

وفي الختام، أشار الحنيفات إلى أهمية التنسيق المستمر مع الدفاع المدني، القوات المسلحة، والبلديات، بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية لمتابعة مفتعلي الحرائق، مما أسهم في خفض عدد الحرائق بنسبة تفوق 60% في السنوات الأخيرة. ورغم النجاح في هذه الجهود، يبقى خطر الحرائق المفتعلة قائمة، وخاصة في المناطق ذات الكثافة الحرجية التي يصعب الوصول إليها، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة في الثروة الحرجية. لذا، فإن تعزيز جهود الوقاية والرصد لحماية الغابات من هذا الخطر يعد ضرورة ملحة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *