منذ أن بدأ المدرب البرتغالي جورجي خيسوس رحلته في المملكة العربية السعودية، أحدث تأثيراً بارزاً في دوري المحترفين السعودي، حيث أصبح واحداً من الأسماء الأكثر شهرة في مجال التدريب على مستوى الكرة العربية.
ما يجب معرفته عن مسيرة خيسوس في السعودية
خلال فترته الأولى المثيرة للجدل مع نادي الهلال، وعودته في موسم 2023 و2024، بالإضافة إلى الأنباء الأخيرة حول ارتباطه بنادي النصر، لفتت تجربة خيسوس الأنظار في الوسطين الإعلامي والجماهيري. كان هناك اهتمام كبير بإنجازاته الفنية والمكاسب المالية الكبيرة التي حققها.
وصل خيسوس إلى السعودية لأول مرة في يوليو 2018، قادماً من نادي بنفيكا البرتغالي، وسط توقعات كبيرة نظراً لتاريخه الأوروبي الناجح. على الرغم من أن فترته الأولى لم تستمر سوى ستة أشهر، إلا أنه تمكن من الفوز بلقب السوبر السعودي وكأس زايد للأندية العربية.
غادر خيسوس الهلال في يناير 2019 بسبب خلافات إدارية وفنية، لكنه ترك أثراً واضحاً على أسلوب النادي في الأداء والاحترافية. في صيف 2023 عاد لتدريب الهلال بعقد يمتد لعامين، حيث قاد مشروعاً طموحاً مع تعزيزات قوية منها التعاقد مع نجم مثل نيمار وكاليدو كوليبالي وروبن نيفيز.
على الرغم من التحديات والإصابات، نجح خيسوس في قيادة الفريق إلى نهائي دوري أبطال آسيا 2024، بالإضافة إلى تحقيق بطولة دوري روشن السعودي، بعد موسم مليء بالتنافس الشديد مع نادي النصر. شهدت فترة ولايته الثانية تحسناً ملحوظاً في الأداء البدني والتكتيكي للفريق، حيث اعتمد على استراتيجية الضغط العالي والتمريرات السريعة، مما جعل الهلال واحداً من الفرق الأكثر تسجيلاً للأهداف في الدوري.
مع نهاية موسم 2024، انتشرت تقارير تشير إلى مفاوضات محتملة بين خيسوس وإدارة نادي النصر، التي تسعى لتغيير الجهاز الفني استعداداً لموسم 2025. وفقاً للمصادر، فإن إدارة النصر ترى في خيسوس شخصية فنية قادرة على المزج بين النجومية والانضباط في فريق يمتلك أسماء بارزة مثل كريستيانو رونالدو وأندرسون تاليسكا.
حتى الآن، لم تُصدر أي تقارير رسمية تؤكد أو تنفي هذه المفاوضات، إلا أن الشائعات تشير إلى أن الصفقة قد تُحسم في يوليو 2025 إذا تم الاتفاق على تفاصيل العقد الجديد الذي قد يتجاوز 25 مليون يورو لمدة موسمين.
مالياً، تشير التقديرات إلى أن خيسوس حصل على أكثر من 45 مليون يورو كأجور ومكافآت منذ وصوله إلى السعودية، مما يجعله واحداً من أعلى المدربين أجراً في تاريخ الدوري السعودي. تشمل هذه العوائد راتبه السنوي مع الهلال، الذي تخطى 10 ملايين يورو في العقد الأخير، بالإضافة إلى المكافآت المرتبطة بتحقيق البطولات وحقوق الإعلانات.
لا يقتصر تأثير خيسوس على نتائجه، بل امتد أيضاً إلى تعزيز المستوى التكتيكي والانضباط الفني في الأندية السعودية، مع تركيزه على تطوير اللاعبين المحليين. كما تمكن من التعامل مع نجوم كبار في أجواء مشحونة إعلامياً وجماهيرياً، مما جعله نموذجاً للمدرب الأوروبي القادر على التكيف مع الخصوصيات الثقافية العربية.
تجربة خيسوس في دوري المحترفين السعودي
هذه الرحلة الطويلة تعكس القوة والطموح اللذين يمثلهما خيسوس في عالم التدريب السعودي، مما يترك بصمة واضحة ستستمر في التأثير على الأجيال القادمة من المدربين واللاعبين في المملكة.