التقارب المصري السعودي في ظل المحاولات لزرع الفتن
تتزايد محاولات التفرقة وزرع الفتن بين الأشقاء العرب، مما يستدعي وجود صوت عاقل يعيد تشكيل الحقيقة بطريقة موضوعية بعيدًا عن مبالغات السوشيال ميديا. لا يمكن أن تكون العلاقات بين مصر والسعودية خاضعة للضغوط الناتجة عن وسائل التواصل، فهذه العلاقات تمتد بجذور تاريخية وتتشارك مصيرًا مشتركًا. هذا المقال يأتي كتذكير بالثوابت التي تحتفظ بها الدولتان، مؤكدًا أن التقارب بينهما هو أقوى من أي محاولة للفرقة أو الفتنة.
أتابع باهتمام كل ما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، وغالبًا ما أشعر بالدهشة والاستنكار من محاولات زرع خلافات وتصوير الأمر كما لو أن هناك عداءً بين الدولتين. أرى أن هذه المحاولات عبارة عن مساعي يائسة لاستنباط نزاعات لا وجود لها. من الطبيعي أن تتباين مصالح الدول، حتى وإن كانت متحالفة، وهذا لا يعني بالضرورة وجود عداء. بل بالعكس، قد يفتح هذا الباب لحوار مثمر وتعزيز علاقات التعاون بين الدولتين.
من المؤسف أن أرى بعض الأشخاص الذين يمثلون أنظمة معينة يشاركون في هذه الأحاديث ويميلون نحو وسائل تم تصنيعها لزرع الخلافات بين الأشقاء. وفي بعض الحالات، يستجيب القادة الثقافيون في الدولتين لهذه المحاولات، إما بدافع محاولة استرضاء الأنظمة أو بادعاء الوطنية، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. كما قالت الحكمة، قد تصيب النية السيئة من يحاول أن يحمي الآخرين.
إن العلاقات بين مصر والسعودية دائمًا ما كانت قائمة على احترام متبادل لخصوصية كل دولة. فالسعودية، بما لها من مكانة في العالم الإسلامي ودورها كقوة اقتصادية، تمثل ركيزة مهمة في منطقة الخليج والشرق الأوسط. بينما مصر، كونها “الشقيقة الكبرى”، تحتفظ بمكانة عالمية هامة عبر عصور التاريخ، وهي دائمًا تمثل الداعم الأساسي لقضايا الخليج والعالم العربي.
في النهاية، من الطبيعي أن تختلف بعض السياسات والمواقف حسب المصالح، ولكن ما يهم هو أن يكون هناك حوار وتواصل مستمر بين الدولتين، كما كان على مر العصور. لا تنكر السعودية دور مصر ومساندتها، ولا تنكر مصر ما تقدمه السعودية من دعم وتعاون يتجاوز الأزمات.
الروابط الوثيقة بين مصر والسعودية
إن الحقائق التاريخية والجغرافية تجعل من تعاون مصر والسعودية ضرورة قصوى، ومن الطبيعي أن تستمر العلاقات بينهما رغم التحديات. يجب أن تبقى أصوات النفاق والفتنة بعيدة عن هذه الروابط القوية.