
تطورات الأوضاع في سوريا
جرت خلال الأيام القليلة الماضية محادثات مكثفة بين وزراء خارجية كل من مصر والسعودية والإمارات والأردن والعراق والبحرين والكويت ولبنان وعمان وقطر وتركيا، في إطار جهود كل الدول لدعم الحكومة السورية في إعادة بناء البلاد على أسس تضمن أمنها واستقرارها ووحدتها، وكذلك حقوق مواطنيها. في هذا السياق، استقبل وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مدينة العلمين، حيث عكس اللقاء توافق الرؤى بين البلدين ورغبتهما المتبادلة في تعزيز العلاقات الثنائية والعمل سوياً على إيجاد حلول سياسية ودبلوماسية للتحديات التي تواجهها المنطقة.
المستجدات الإقليمية
عبر الوزيران عن إعجابهما بالزخم الذي تشهده العلاقات المصرية السعودية، والذي يعتبر تجسيداً للنقلة النوعية في تحقيق التنمية المستدامة. تجسدت هذه العلاقة في إنشاء مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، الذي يهدف لرفع مستوى التعاون بين البلدين تلبية لتطلعات الشعبين. هذا الاجتماع يأتي في إطار التنسيق المستمر والعلاقات الأخوية التأريخية التي تربط البلدين، حيث تم التطرق إلى المكالمات الهاتفية السابقة التي تناولت التحديات المتعددة، مع التأكيد على ضرورة تنسيق الجهود بينهما لمواجهة الأزمات الإقليمية.
تجدر الإشارة إلى أن اللقاء تطرق أيضاً إلى القضايا المهمة مثل القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لاستئناف وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى مبادرة التعافي وإعادة الإعمار، التي ستستضيفها القاهرة. كما ناقش الوزيران الوضع في ليبيا وأزمة السودان، مؤكدين على إدانتهما للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، بما في ذلك الهجمات الأخيرة على القصور الحكومية في دمشق، مشددين على أهمية انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي السورية.
في بيان مشترك، أظهر الوزراء المشاركون في المحادثات التأكيد على دعمهم لأمن الدولة السورية ووحدتها واستقرارها، ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها. كما رحبوا بالجهود المبذولة لإنهاء الأزمة في محافظة السويداء، مؤكدين على ضرورة تنفيذ تلك الاتفاقيات، داعين المجتمع الدولي لمساعدة الحكومة السورية في عملية إعادة البناء. كما طالبوا مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته لضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة، داعين إلى وقف جميع الأعمال العدائية ضد سوريا.