
استقرار الذهب في ظل التضخم الأمريكي
تستمر أسعار الذهب في المحافظة على تماسكها رغم ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة. في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، يثار التساؤل حول الاتجاه القادم لأسعار الذهب، خاصة مع التصاعد الواضح للتضخم. وفقًا لآخر البيانات، سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا، حيث بلغ عيار 21 نحو 4640 جنيهًا، بزيادة 5 جنيهات عن اليوم السابق، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا حوالي 10 دولارات لتصل إلى 3339 دولارًا.
معدن ملاذ آمن
تُظهر التقارير الاقتصادية أن التضخم في أمريكا شهد ارتفاعًا غير متوقع، مما كان من الممكن أن يؤثر سلبًا على أسعار الذهب، إلا أن المعدن الثمين استطاع البقاء قويًا. وفقًا لتقرير مكتب الإحصاءات الأمريكي، وصل التضخم العام في يونيو إلى 2.7% بعد 2.4% في مايو، مما يشير إلى تسارع وتيرة التضخم. ورغم أن مؤشر أسعار المستهلك الأساسي ارتفع بنسبة أقل من المتوقع، إلا أن الأسواق قد بدأت تتجاهل فكرة خفض الفائدة في يوليو، مع وجود أمل في حدوث تخفيض في سبتمبر إذا كانت البيانات القادمة أكثر استقرارًا.
تمويل الذهب يتلاءم مع عدد من العوامل الإيجابية، بما في ذلك تراجع قيمة الدولار وانخفاض عوائد السندات. كما أن التوترات العالمية الناجمة عن التهديدات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جديدة على دول مثل أوروبا والمكسيك تؤدي أيضًا إلى إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن. ففي مايو الماضي، اشترى المستثمرون ما يقارب 20 طنًا من الذهب، وارتفعت احتياطيات الصين بمقدار 2.2 طن في يونيو، مما يؤكد أهمية الذهب في نظر الكثير من الدول.
يتوقع المحللون أن يستمر الذهب في التحرك ضمن النطاق الحالي، بينما إذا تجاوزت الأوقية 3375 دولار، فمن المحتمل أن نرى الأسعار تصل إلى 3450 دولار، خصوصًا إذا استمرت بيانات التضخم على نفس المنوال. لذا، يتم اعتبار الذهب ليس مجرد معدن ثمين، بل هو أيضًا مؤشر على مخاوف وأمان الأسواق العالمية، حيث يظل تحت الأضواء دائمًا.
إذا كنت تفكر في شراء أو بيع الذهب، من المهم متابعة الأسعار باستمرار لفهم الصورة كاملة وراء كل تحرك.