مستقبل السويداء وسط الأوضاع المتصاعدة في سوريا
تشهد سوريا تطورات دراماتيكية تثير القلق بشأن مصير المناطق المختلفة، بما في ذلك السويداء. إذ تسارع الأحداث في عدة مدن، مثل دمشق ودرعا، مشيرة إلى تصعيد عسكري كبير. الهجمات الجوية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مواقع عسكرية وأهدافًا مدنية، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا من المدنيين وأفراد القوات الأمنية. هذا التصعيد يؤكد على تزايد المخاطر المحدقة بالمنطقة.
التوترات في المشهد السوري
في ضوء هذه الأوضاع، صرح الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، بأن الوضع في سوريا لا يمكن اعتباره عشوائيًا، بل هو جزء من خطة مدروسة تتحرك فيها إسرائيل وفق استراتيجية محددة، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، وتهدف إلى إعادة تشكيل المشهد السوري سياسيًا وديموغرافيًا وعسكريًا. وأوضح أن الغارات الإسرائيلية تأتي بالتنسيق مع الجانب الأميركي، مما يمثل اعتداء واضحًا على السيادة السورية، حيث إن الولايات المتحدة لا تكتفي بدور المراقب بل تلعب دور “المنسق الخفي” في تلك العمليات التي تسعى إلى تحقيق مصالح تتجاوز فقط أمن إسرائيل.
وأكد إسماعيل أن سوريا تعتبر نقطة استراتيجية مهمة لليمين المتطرف في إسرائيل، الذي يسعى لتحريك الأحداث عبر عدة جبهات، محذرًا من وجود خطة خفية قد تم إعدادها مسبقًا، حيث يتم تنفيذها على مراحل لاستنزاف القدرات العسكرية السورية وإغراق البلاد في الفوضى والصراعات الداخلية. وأشار إلى أن النسيج الاجتماعي في سوريا، والذي يتميز بالتنوع، قد تحول بعد عام 2011 إلى ساحة للصراعات والنزاعات. غياب مشروع سياسي يوحد جميع الأطراف يجعل من الأزمة أكثر تعقيدًا.
وفيما يتعلق بما يحدث في الجنوب السوري، وخاصة في السويداء، أوضح أن الأحداث هناك تأتي في إطار محاولات إعادة رسم خطوط النفوذ. ولقد أصبح الحديث عن “ممر آمن” يربط الجولان المحتل بشرق سوريا أكثر واقعية، خاصةً في ظل ضعف الردع وتفكك المواقف الدولية.
وعن الدور الأممي، أشار إسماعيل إلى أن الأمم المتحدة تبدو عاجزة عن القيام بدور فعّال في هذا السياق، حيث بات مجلس الأمن غير قادر على تحقيق تأثير حقيقي، مما يعكس ضعف ميثاق الأمم المتحدة. وأكد على ضرورة تفعيل آليات الحماية الدولية للحد من العدوان، مشيرًا إلى عدم جدوى الحديث عن الشرعية الدولية في غياب الإجراءات الفعالة.