
وأضاف أن هذه الفرق تعرضت لخسائر كبيرة، مما جعل من الضروري سحبها، لكن الانسحاب المباشر بلا تقديم بدائل أو مبررات إعلامية قد يُفسر كفشل في تحقيق الأهداف، خاصةً في منطقة خان يونس. لذلك، لجأ الاحتلال إلى تصعيد العمليات في سوريا كغطاء إعلامي وسياسي لهذا الانسحاب. وأشار أبو زيد إلى أن هذا السيناريو ليس جديدًا، فقد تكرر في يناير العام الماضي، عندما سُحب عدد من الوحدات القتالية من غزة بحجة إعادة الانتشار على الحدود مع لبنان، متزامنًا مع إعلان وقف إطلاق النار في تلك الفترة.
عندما يتعلق الأمر بمبررات الاحتلال للتصعيد في سوريا، أوضح أبو زيد أن تل أبيب تدعي أن تدخلها يهدف إلى “حماية الدروز”. في الوقت نفسه، تتزايد الاعتداءات ضد اليهود المتدينين (الحريديم) في شوارع تل أبيب بسبب احتجاجاتهم على قانون التجنيد، مما يكشف عن تناقض واضح. ورأى أن الحديث عن حماية الدروز ليس سوى ذريعة لتبرير التصعيد والتدخل في الساحة السورية.
تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في سوريا كغطاء لفشله في غزة
إن ما يحدث من تصعيد على الجبهة السورية يُعتبر استراتيجية واضحة للعدو في ظل الظروف الراهنة. حماية الدروز وفقًا للادعاءات الإسرائيلية ليست سوى ستار للخروج من المأزق الذي يعيشونه في غزة. برغم الاعتداءات والاحتجاجات الداخلية، لا يزال الاحتلال يسعى لإعادة تأكيد قوته من خلال تحركاته العسكرية.
ازدياد حدة التوتر في الساحة السورية
إن القوات الإسرائيلية تواجه صعوبات كبيرة في تحقيق أهدافها، مما يستدعي مثل هذه التحركات التي تهدف إلى صرف الأنظار عن الوضع القائم. التصعيد في سوريا يمكن أن يكون بمثابة ورقة ضغط إضافية، لكنه في النهاية لا يغير من الواقع في غزة. فما زالت هناك حاجة ملحة للتوصل إلى حلول دبلوماسية تنهى هذا الصراع.