
التحول الرقمي في خدمات البلديات والإسكان في السعودية
تواصل وزارة البلديات والإسكان في المملكة العربية السعودية بذل جهودها لتحسين الخدمات الحضرية، مستندة إلى نظام متكامل من التقنيات الحديثة التي تسهم في إعادة تعريف أداء القطاع البلدي والسكني بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. وتعكس هذه الخطوات التحول من الاعتماد على الحلول التقليدية إلى بيئة عمل رقمية قائمة على المعرفة، مما أدى إلى تحسين تجارب المواطنين وزيادة كفاءة القطاعات المستهدفة. يتضح تأثير الابتكار الرقمي في عدد من المشاريع والحلول الجديدة، حيث أصبح جزءاً أساسياً من التحول الذي تسعى إليه الوزارة.
التطوير التشغيلي في القطاعات الحضرية
تمتد استخدامات التقنيات الحديثة لتشمل مجالات عدة منها التحليل والرصد الميداني، والتخطيط العمراني الذكي، وتبني تقنيات المحاكاة، إضافة إلى تحسين أساليب البناء المستدام وتسهيل عمليات تملك الوحدات السكنية وتأمين خدمات الإسكان بسرعة. ومن الحلول التقنية التي أثرت بصورة واضحة تقنية عدسة بلدي، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وقد حصلت على شهادة دولية من القمة العالمية للمعلومات. هذه التكنولوجيا ساهمت في رصد وتحليل التشوهات البصرية في المحاور الحضرية بشكل تلقائي، مما رفع كفاءة الاكتشاف بنسبة تصل إلى 91% وقلل من زمن معالجة البيانات بنسبة 67%، بالإضافة إلى تخفيض التكاليف التشغيلية بمعدل يصل إلى 76%، وقد تمكنت هذه التقنية من تغطية 96% من المناطق المستهدفة.
ولعل ابتكار التوأم الرقمي يعد أداة متطورة تتيح محاكاة المشاريع العمرانية داخل بيئة افتراضية تتطابق مع الواقع، مما يعزز دقة التخطيط الحضري ويمكّن من تصور النتائج المستقبلية للمشاريع، مما يدعم اتخاذ قرارات مبنية على معطيات دقيقة. في هذا السياق، توفر خرائط بلدي خدمات ملاحية مبتكرة تستند إلى بيانات مكانية فورية، مما يعزز من كفاءة التنقل ضمن مدن المملكة.
يشهد قطاع البناء تحولاً كبيراً، خاصة ضمن مشاريع الإسكان التنموي، حيث تم تطبيق تقنيات متطورة على أكثر من مئة ألف وحدة سكنية في خمسة وثمانين مشروعاً، بالتعاون مع ثمانية مزودين تقنيين، مما أدى إلى تقليص زمن التنفيذ إلى النصف وتقليل النفايات الإنشائية بنسبة 90% وترشيد استهلاك الموارد، مما يعكس فعالية النماذج الحديثة في تسريع إنجاز المشاريع وتعزيز الاستدامة البيئية.
أما بالنسبة لتجربة العملاء الرقمية، فتقدم منصة سكني حلاً مبتكراً من خلال استخدام تقنيات الميتافيرس، حيث تتيح للمستفيدين استعراض المشاريع والوحدات بشكل تفاعلي افتراضي، بالإضافة إلى معلومات تفصيلية تساعد في اتخاذ قرارات واعية، مما يقلل من الوقت اللازم لإجراءات طلب الأرض أو التمويل إلكترونياً. تستثمر الوزارة بشكل مستمر في المعرفة والرقمنة مع تعزيز توجهها نحو بلديات ذكية، مما ساهم بشكل كبير في إتمام أكثر من 95% من الخدمات البلدية والسكنية بشكل إلكتروني، وهو مؤشر واضح على مستوى التقدم ورضا المستخدمين عن التحولات الرقمية التي شهدها القطاع.