
تطوير حقل شاه دنيز الغازي وتأثيره على أمن الطاقة
ضمن المحاولات الدولية لتعزيز أمن الطاقة واستقرار الإمدادات على المدى البعيد، تم الإعلان عن توقيع اتفاق دولي لتطوير حقل شاه دنيز للغاز، الذي يقع في بحر قزوين ضمن الأراضي الأذربيجانية. يشهد هذا المشروع مشاركة بعض من أبرز الشركات العالمية، حيث تتصدرها شركة بي بي البريطانية، وذلك محاولة استراتيجية تهدف إلى زيادة مستويات الإنتاج وتوسيع نطاق تصدير الغاز إلى أسواق جديدة حول العالم. إن التعاون المتزايد يعكس الدور المتنامي لحقل شاه دنيز كمصدر رئيسي ومؤثر في خريطة الطاقة العالمية. يُعتبر حقل شاه دنيز واحدًا من أكبر حقول الغاز في المنطقة، حيث تُقدّر احتياطاته بنحو تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى حوالي 243 مليون طن من المكثفات، وفقًا لبيانات موسوعة حقول النفط والغاز التابعة لمنصة الطاقة.
تحسينات في إنتاج حقل الغاز شاه دنيز
في إطار الجهود للتوسع في حقل شاه دنيز، قرر مالكو هذه الحقل المضي قدمًا في تنفيذ المرحلة الثالثة من التوسعة، بهدف تعزيز الطاقة الإنتاجية، بتكلفة إجمالية تصل إلى 2.9 مليار دولار. تشمل هذه المرحلة تركيب منصة ضغط غير مأهولة تستهدف استخراج الغاز من المناطق المنخفضة الضغط، مما يساهم في رفع معدل الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة. وفقًا لبيان صادر عن منصة الطاقة المتخصصة، من المتوقع أن تساهم أعمال تطوير الحقل في إضافة نحو 50 مليار متر مكعب من الغاز و25 مليون برميل من المكثفات.
من المخطّط أن يبدأ إنتاج المشروع في عام 2029 من منصة شاه دنيز A، ثم في عام 2030 من منصة شاه دنيز B، ليكون بذلك واحداً من بين 8 إلى 10 مشاريع استراتيجية ضمن خطة “بي بي” لتوسيع الإنتاج في الفترة من 2028 إلى 2030. وفقًا لتحديث خطة أسواق رأس المال لعام 2025، تُتوقع أن تسهم هذه المشاريع في رفع إنتاج شركة “بي بي” إلى ما يتراوح بين 2.3 و2.5 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًّا بحلول نهاية العقد. يُشير غوردون بيريل، نائب الرئيس التنفيذي للإنتاج والعمليات في “بي بي”، إلى أن حقل شاه دنيز يُعتبر من الحقول الرائدة عالميًا، مشيدًا بخطة التطوير التي من شأنها إضافة موارد جديدة وتعزيز استمرارية تصدير الغاز إلى السوق الأوروبية.