الفتنة في السويداء: تحديد الخطوات التالية وسبل انتشارها إلى مصر والسعودية وتركيا والجزائر والعراق

الفتنة في السويداء: تحديد الخطوات التالية وسبل انتشارها إلى مصر والسعودية وتركيا والجزائر والعراق

الفوضى في سورية: تجسيد لمخطط أمريكي إسرائيلي

تتجلى الأحداث الراهنة في سورية من فوضى وصدامات وتصفيات عسكرية وفتن طائفية، كصورة مصغرة لسيناريو تدميري يخطط له كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، من المتوقع أن ينتقل آثار هذا السيناريو إلى معظم الدول العربية الأخرى. العنوان الرئيسي في هذه الفوضى هو “الفوضى” التي ستقود حتماً إلى حروب طائفية وعرقية، مما يهيئ لمخطط تفكيك الدول وتقسيمها، وبالتالي ظهور شرق أوسط جديد تحت هيمنة إسرائيلية مطلقة.

الفتنة الطائفية والتدخلات الأجنبية

عندما تستهدف الطائرات الإسرائيلية مؤسسة هيئة أركان الجيش السوري ومقر وزارة الدفاع ومحيط القصر الجمهوري بحجة حماية أبناء الطائفة الدرزية في السويداء، فهذا يشير بوضوح إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تقف خلف هذه الفتنة، بطرق متعددة، بهدف القضاء على الدولة السورية التي خاضت أربع حروب ضد المشروع الصهيوني. بدايات المؤامرة اتخذت شكلًا منظمًا كان هدفه توظيف بعض الأخطاء التي ارتكبها النظام السابق، تحت ستار الديمقراطية وحقوق الإنسان، وذلك لفرض حصار تجويعي قاتل على الشعب السوري، مما أدى إلى الفوضى الدموية الحالية.

النظام الجديد في سورية، الذي يعدُّ مجرد مرحلة انتقالية، كان له هدف واحد هو إسقاط النظام. إن الرئاسة المؤقتة لأحمد الشرع التي قدمت كل ما يلزم من تطبيع وتعهدات لإخراج سورية من محور المقاومة، لم تنجح في حمايتها من العدوان والغارات الإسرائيلية، حيث أن الهدف الاستراتيجي الحقيقي هو تغيير النظام كلياً، وليس مجرد تغييره. إن الاعتقاد الخاطئ لبعض الأخوة الدروز في نوايا إسرائيل لحمايتهم قد يقود إلى نتائج مؤسفة، فإسرائيل تعرف عمق الانتماء العربي والإسلامي لدى هؤلاء، الذي تجلى في شخصيات تاريخية مثل سلطان باشا الأطرش، القائد الدرزي الذي قاد الثورة العربية.

لقد نفذت إسرائيل أكثر من 500 غارة لتدمير القواعد العسكرية السورية بعد ساعات من الإعلان عن سقوط النظام، وهذا يؤكد أن الهدف هو تدمير الدولة السورية بجميع مكوناتها. إن السيطرة الإسرائيلية المباشرة على الجنوب السوري، بحجة حماية الدروز، قد تتكرر في شمال وشرق سورية أيضاً، مع تواجد الذرائع الطائفية والعرقية في انتظار استخدامها. لن نطلب من الحكومات العربية التي احتفلت بسقوط النظام السابق أن تتدخل لحماية النظام الجديد، حيث أن هذه الحكومات لم تُقدم شيئاً للفلسطينيين، بل جازفت بتقديم دعم كبير للولايات المتحدة.

ختامًا، تشير الأحداث إلى أن الفتنة الأمريكية الإسرائيلية، التي تستخدم الطائفية والعرقية كوسائل لبلوغ أهدافها في سورية، تعكس مخططات لإنشاء خرائط جديدة لشرق أوسط يهيمن عليه الصهاينة. هذه الأوضاع لن تتوقف عند حدود سورية، بل قد تنتقل إلى دول عربية أخرى كالمملكة العربية السعودية، ومصر، والعراق، ولبنان، وغيرها، مما يجعل الخطر قريبًا مما يعتقده هؤلاء الذين يربطون مستقبلهم بأمريكا وإسرائيل.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *