اختفاء كتاب التوراة النادر في العراق
شهدت العراق واقعة مثيرة للجدل عندما اختفت نسخة نادرة من الكتاب المقدس اليهودي (التوراة) بشكل غير مفهوم أثناء انتقالها بين هيئات رسمية متعددة تقديرًا لعمرها وقيمتها التاريخية. الحادثة أثارت العديد من التساؤلات حول كيفية فقدان هذا الكتاب الثمين في سياق التحقيقات المتعلقة بحمايته من التهريب والاتجار غير الشرعي.
غياب الكتاب التاريخي
قبل عام، تمكنت السلطات الأمنية في كركوك من ضبط النسخة الأثرية من التوراة بحوزة عصابة تتكون من ثلاثة عراقيين وسيدة سورية، وذلك أثناء محاولتهم تهريبها خارج البلاد. بعد اعتقال المتهمين بسبب نشاطاتهم المتعلقة بالآثار، تم نقلهم إلى محافظة ديالى لإجراء مزيد من التحقيقات وفقًا لدعوى قضائية. خلال هذه العملية، تمت مصادرة الكتاب الأثري، الذي يُعتقد أنه يعود لحقبة تاريخية قديمة، لكن أثناء نقله بين الجهات المختصة، اختفى الكتاب في ظروف غامضة دون معرفة مكانه الحالي. يحتوي الكتاب على صفحات مزخرفة برسومات وكتابات بالخط الذهبي، مما يجعله تحفة فنية ذات قيمة استثنائية.
تاريخيًا، لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد رصدت الأجهزة الأمنية العراقية محاولات مشابهة لتهريب نسخ نادرة من التوراة، مثلما حدث في ديسمبر 2019، حين تم ضبط نسخة أثرية كانت مخصصة للتهريب في محافظة ذي قار، كانت قيمتها المالية عالية. لعراق مكانة كبيرة في التاريخ، نظراً لكونه مهدًا لحضارات عريقة كالسومرية والبابلية والآشورية، ولذلك تعرضت آثاره منذ الغزو الأمريكي عام 2003 لعمليات نهب واسعة كانت نتيجة للفوضى الأمنية، حيث سُرقت آلاف القطع الأثرية بما في ذلك مخطوطات دينية نادرة.
في السنوات الأخيرة، زادت السلطات العراقية من جهودها في مكافحة تهريب الآثار، وقد تمكنت من إحباط العديد من العمليات، منها ضبط مخطوطة توراة عام 2015 في كركوك كانت تُقدّر قيمتها بـ 50 مليون دولار. كما قامت أيضًا بمصادرة قطع أثرية أخرى خلال الأعوام اللاحقة. إضافةً إلى ذلك، تعمل الحكومة العراقية على تعزيز التعاون مع منظمات دولية مثل الإنتربول واليونسكو لاستعادة الآثار المسروقة، بما في ذلك قطع أثرية مهمة مثل الألواح المسمارية والمخطوطات النادرة.