
انتهاء العمل المسلح للعمال الكردستاني
أعلن زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، عبر رسالة مصورة نُشرت على الإنترنت، أن العمل المسلح ضد تركيا أصبح من الماضي. وأكّد أوجلان في رسالته التي تم تسجيلها في يونيو الماضي، والتي أوردتها وكالة “فرات” المقربة من حزبه، أن حزب العمال الكردستاني سيبدأ في إنهاء ترسانته بشكل سريع. وطلب أوجلان من البرلمان التركي تشكيل لجنة للإشراف على عملية نزع السلاح وإدارة مسار السلام، مؤكداً على أهمية إقامة إطار سياسي حاسم لتحقيق السلام بين “حزب العمال الكردستاني” وتركيا.
كما أشار أوجلان إلى ضرورة التحول الكامل نحو السياسات الديمقراطية. وتجدر الإشارة إلى أن حزب العمال الكردستاني كان قد أعلن في مايو الماضي عن حله، استجابة لدعوة أوجلان، الذي يُحتجز في جزيرة إمرالي منذ عام 1999. وفي إعلان وصف بالتاريخي، دعا أوجلان جميع المجموعات المسلحة إلى القيام بإلقاء السلاح وحل الحزب، وتبعه وفد من نواب حزب الشعوب للعدالة والديمقراطية المؤيد للأكراد، الذين زروا أوجلان في سجنه.
أهمية السلام السياسي
تأسس حزب العمال الكردستاني في عام 1978 في تركيا، حيث لجأ أوجلان إلى سورية بعد عامين في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. وبدأ الحزب، الذي صنفته أنقرة كمنظمة إرهابية، تنفيذ عمليات مسلحة منذ عام 1984 في كل من تركيا وإيران بهدف إنشاء وطن قومي للأكراد. تعرض أوجلان للاعتقال من قِبل المخابرات التركية في 15 فبراير 1999 بنيروبي، بعد محاولته الحصول على حق اللجوء السياسي في أوروبا، وتم نقله إلى تركيا لمحاكمته.
يمثل إعلان أوجلان نهاية العمل المسلح بداية مرحلة جديدة تتطلب التزام جميع الأطراف بتحقيق السلام الحقيقي. ومع هذه التطورات، يأمل الكثيرون في أن تسهم هذه الخطوة في تحسين الأوضاع الأمنية والإنسانية في المناطق المتأثرة بالصراع. يشدد الخبراء على ضرورة وجود دعامات سياسية واضحة ودائمة لتحقيق المصالح المشتركة بين الأكراد والدولة التركية، مما يجعل من عملية السلام أمراً ضرورياً وملحاً لإحداث تغيير جذري في العلاقات بين الطرفين.