
الأمن الأوروبي ومستقبل الناتو
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إنشاء عمود أوروبي حقيقي في إطار حلف الناتو في ظل حالة عدم اليقين التي تواجهها العلاقات مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن أمن أوروبا يعتمد بشكل متزايد على القدرة على مواجهة التهديدات الروسية.
تعزيز القدرات العسكرية الأوروبية
أكد ماكرون في خطابه التقليدي الذي ألقاه أمام القوات المسلحة بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، أن الحرية لم تكن مهددة بهذا الشكل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945. حيث أشار إلى أن السلام في القارة الأوروبية أصبح يعتمد بشكل كبير على القرارات التي نتخذها اليوم. وأوضح ماكرون، بأنه من الضروري أن يضمن الأوروبيون أمنهم بأنفسهم، مشيراً إلى أن ميزانية الدفاع الفرنسية ستصل بحلول عام 2027 إلى 62 مليار يورو، وهو ما يعكس ضعف المستوى الذي كانت عليه في عام 2017.
كما أوضح قصر الإليزيه أن خطاب ماكرون يأتي بناءً على نتائج المراجعة الوطنية الإستراتيجية التي تم العمل عليها منذ بداية العام، والتي حذرت من تفاقم التهديدات الروسية وتغير الشراكات التقليدية، فضلاً عن تزايد استخدام القوى المختلفة للقوة دون قيود. في هذا السياق، تعمل فرنسا ضمن خطة أوروبية شاملة لإعادة التسلح، حيث وافقت دول الناتو الشهر الماضي على تخصيص 5% من ناتجها المحلي الإجمالي للأمن والدفاع بحلول عام 2035. ويشمل ذلك 3.5% للنفقات العسكرية المباشرة و1.5% لحماية البنية التحتية والشبكات الأساسية.
علاوة على ذلك، صوتت الحكومة الفرنسية لصالح قانون جديد للتخطيط العسكري بقيمة 413 مليار يورو للفترة ما بين 2024 و2030، مع خطط لزيادة سنوية قدرها 3 مليارات يورو. هذه الخطوات تعكس التزام فرنسا بتعزيز قدراتها الدفاعية وتوفير الأمان لشعبها وسط التحديات المتزايدة في القارة الأوروبية.