
القتال في العاصمة الليبية
تواجه العاصمة الليبية طرابلس تهديدات حادة للحرب محتملة، بدفع قوي من رئيس الحكومة المؤقتة عبدالحميد الدبيبة الذي يسعى بجدية لتعزيز نفوذه على المنافذ البحرية والجوية، وتثبيت السيطرة لعناصره المسلحة على المدينة. وقد أكد شهود عيان على وصول تعزيزات عسكرية من مصراتة والزنتان إلى المدينة، مما يبرز قرب حدوث مواجهات دموية، وهو ما حذّر منه المجتمع الدولي من المخاطر المحتملة على الأمن المحلي وسلامة الدولة.
الصراع المسلح في طرابلس
أكد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي والقائد الأعلى لقوات المنطقة الغربية، ضرورة الالتزام بالتوجيهات العسكرية وتعزيز السيطرة العسكرية تحت قيادته. وفي اجتماع مع لجنتي الهدنة والترتيبات الأمنية، تلقى المنفي تقارير شاملة حول التطورات في طرابلس ومحيطها، مشدداً على أهمية توثيق أي خروقات أمنية لتعزيز سلطة القانون، وضمان الأمن والاستقرار.
كما ناقش الفريق أول ركن محمد الحداد، رئيس الأركان العامة، آخر التطورات الأمنية وكيفية تعزيز جاهزية الجيش لقمع أي فوضى قد تعصف بالمدينة، مشددًا على أهمية التنسيق مع الأجهزة الأمنية لتقليل التوترات في العاصمة. وقد ندد المجلس الاجتماعي في سوق الجمعة بتصريحات الدبيبة بالتلويح باستخدام القوة، مؤكدًا أن ذلك يعكس عدم القدرة على إيجاد حلول سلمية.
من جهة أخرى، أظهرت الأوساط الوطنية في منطقة سوق الجمعة استعدادها لمواجهة أي عدوان، مشيرةً إلى أنه رغم محاولات الدبيبة، إلا أنه لن ينجح في كسب الحرب. وقد أشاروا إلى إسقاط جهاز الردع لثلاث طائرات مسيرة تابعة لحكومة الدبيبة، مما يضيف مزيدًا من التعقيدات للأوضاع في المدينة.
تعود حالة الضغط الأمني لتظهر مجددًا حيث يحاول الدبيبة حل مشكلاته بالبقاء في السلطة عبر التصعيد العسكري. وقد أصدرت الأمم المتحدة تحذيرًا لموظفيها في طرابلس، مشيرة إلى احتمال نشوب توترات أمنية خلال عطلة نهاية الأسبوع. كما حذرت بعثة الاتحاد الأوروبي من تدهور الوضع الأمني ودعت إلى الهدنة وحل النزاعات سلميًا.
على صعيد آخر، أعلنت النيابة العامة عن نتائج التحقيقات المتعلقة بالاشتباكات التي شهدتها طرابلس هذا العام، حيث تم تسجيل عدة حالات وفاة وإصابات، في الوقت الذي أظهرت فيه التحريات أن العمل مستمر لتعزيز الأمن وضبط الأوضاع في المدينة. إذ تتواصل جهود الجهات المختصة لرصد أي تجاوزات وتحقيق العدالة ومعاقبة المخالفين.