
كشف المحلل والباحث السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، في حديثه مع صحيفة الشرق الأوسط، عن سعي الإدارة الأمريكية لإبعاد ليبيا عن أي تطورات قد تؤدي إلى زعزعة الأمن أو اندلاع صراع جديد بين الأطراف المتنازعة. وأشار الأوجلي إلى أن هناك قناعة لدى الولايات المتحدة بشأن عمق الخلافات الموجودة بين الفرقاء الليبيين، مؤكدًا أن هذه الخلافات معقدة للغاية ولا يمكن تسويتها من خلال حوار شامل يجمع الجميع على طاولة واحدة.
وأوضح الأوجلي أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد تميل إلى إقصاء أحد الأطراف السياسية في ليبيا، مقابل تعزيز موقف طرف آخر ومنحه مفاتيح الحل السياسي. هذا التوجه من شأنه أن يساهم في تسريع إجراء انتخابات رئاسية أو برلمانية خلال عام كحد أقصى. ويظهر هذا الاتجاه رغبة واشنطن في فرض تسوية عاجلة، حتى لو كان ذلك على حساب التوافق الوطني الشامل بين الأطراف المختلفة.
تيسير العملية الانتخابية في ليبيا لا يبدو أنه سيكون سهلًا، حيث تبرز التحديات المحتملة نتيجة التوترات المتصاعدة بين الفصائل المختلفة. يبقى التساؤل حول كيف يمكن للإدارة الأمريكية أن تؤثر بشكل فعّال في هذه القضية دون التسبب في تصعيد الأوضاع أكثر، خصوصًا مع وجود آراء متباينة حول كيفية الوصول إلى حل ديمقراطي مستدام. على الرغم من كل الصعوبات، تظل إدارة واشنطن مؤمنة بأن الاستقرار في ليبيا هو مسألة حيوية لأمن المنطقة ككل.
الاستقرار في ليبيا وتحدياته
تعتبر التوترات الحالية في ليبيا نتيجة لعقود من الصراع والانقسام، وقد احتاجت البلاد إلى جهود دبلوماسية متسقة لتجاوز هذه المرحلة الحرجة. يتطلب الأمر تعاونًا قويًا بين الجهات الفاعلة المحلية والدولية لضمان تحقيق نتائج إيجابية تكون في مصلحة جميع الأطراف. تبرز الحاجة إلى صياغة رؤية مستقبلية تحترم تطلعات الشعب الليبي وتلبي احتياجاتهم الأمنية والسياسية. وبدون دعم دولي مستدام، قد تجد ليبيا نفسها في حلقة مفرغة من العنف وعدم الاستقرار، مما يزيد من صعوبة تحقيق السلام المنشود.
وفي الختام، يبقى السؤال حول مدى قدرة الإدارة الأمريكية الحالية على التعامل مع هذه القضايا المعقدة وتحقيق نتائج إيجابية، خاصة مع التحديات الكثيرة التي تواجهها الحالة الليبية والنقص الواضح في التوافق بين الأطراف المختلفة. إذ إن الاستقرار في ليبيا ليس فقط فائدة للجزيرة بل له آثار بعيدة المدى على الاستقرار الإقليمي.