تحليل الأحداث الأمنية: كيف تؤثر الإعلام العربي على الفهم العام؟

كتب: كمال ميرزا

الإعلام العربي، بشتى تيراته، يُعتبر من أقوى الأدوات المستخدمة من قبل العدو الصهيو – أمريكي قبل تفعيل “معركة طوفان الأقصى”! فقد كان العدو بحاجة إلى إنفاق عشرات المليارات من الدولارات لتنفيذ استراتيجياته الإعلامية، بينما كانت هذه الوسائل تقدّم هذه الأجندة بشكل مجاني وبدون عناء. يُعزز ذلك التلاعب بمشاعر الناس وتحطيم معنوياتهم، حيث يُجبر الفرد على التفاعل مع مشاعر الغضب والحنق واللامبالاة، مع شعور بالعجز واليأس.

بدلاً من أن تكون وسائل الإعلام العربية منصات لنقل الحقيقة، أصبحت حاملة لسرديّة العدو، تنقل رسائله الموجهة إليهم تحت غطاء “الاحترافية”، مما جعل “محتوى العدو” يتصدر المحتويات الإعلامية المُقدّمة. يتحول ظهور “مسؤولي” العدو إلى حدث مألوف في الإعلام العربي، مضفياً شرعية على سرديّتهم بدلاً من تحديها. هذا يجعل كل ما يتصل بالعدو يبدو كوجهة نظر legitimate تطرح جنبًا إلى جنب مع آراء أخرى.

تتجاوز هذه المشكلة الإعلامية إلى “حرب المصطلحات”، حيث يتم استخدام مصطلحات مثل “حدث أمني”، سيما عندما يتعلق الأمر ببطولات المقاومة. إن استخدام هذه المصطلحات يقلل من قيمتها، حيث يجعلها تبدو كما لو كانت أحداثًا عابرة وغير مهمة. تُظهر كلمة “حدث” أن هذه المعارك هي مجرد أشياء عابرة، وليست جزءًا من صراع طويل وقائم على تخطيط عسكري دقيق.

أما مصطلح “أمني”، فهو يحاول تقليل شأنm المقاومة، ويحيلها إلى أعمال “مجرمين” يقومون بخرق النظام والأمن العام. وهذا يمثل محاولة لتقديم أبطال المقاومة كمجرمين وليس كقوة محترمة.

مع ذلك، فقد أظهر إعلام المقاومة وعيًا بأهمية “حرب الخطاب”، حيث استخدم مصطلحات تعكس الهوية الأصيلة للمقاومة، مثل “عملية”، “غزوة”، وغيرها. يُظهر هذا التوجه محاولات التمسك بالتراث ورفض التسليم للثقافة السائدة أخرى.

الإعلام العربي وحرب المصطلحات

تتطلب هذه الحرب الوعي بتفاصيل المصطلحات المستخدمة وضرورة تحديها والبحث عن بدائل تعكس الحقيقة. يجب أن يُبذل جهد أكبر في استخدام معجم جديد يعكس الواقع ويعزز من الرسالة النضالية بعيدًا عن الأجندات والمصطلحات التي يفرضها العدو.

الصدمة الثقافية ووسائل الإعلام

تظل وسائل الإعلام العربية في موقف ضعف ينعكس على المحتوى الذي تقدمه، وهذا يتطلب إعادة نظر عاجلة لمواكبة الحدث كما هو دون انصياع للضغوط والتوجهات السائدة. من المهم أن تعكس التقارير والتحليلات الهوية الثقافية والإعلامية التي تحمل في طياتها حقائق المجريات والأحداث.

ختامًا، تشكل هذه النقاط منطلقًا لفهم أعمق لمدى تأثير الإعلام العربي على معركة الوعي والتعبئة الشعبية، والتحدي المستمر الذي يواجهه في مواجهة سردية العدو.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *