
تحديات إعادة العائلات النازحة في العراق
أعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، الجمعة، عن توقيع مذكرة تعاون مع وزارة الهجرة والمهجرين، بهدف تنسيق عمليات عودة وتأهيل وإعادة دمج العائدين من مخيمات النزوح في سورية. هذا الإعلان أثار قلقاً كبيراً بشأن احتمالات وقوع مجازر انتقامية نتيجة لعودة هؤلاء العائلات. وقد ازداد القلق داخل الحكومة العراقية من مخاطر إعادة عائلات عناصر «داعش» من مخيم الهول السوري، حيث يُعتقد أن هذه العائلات قد تخلق بيئة مناسبة للثأر والانتقام.
تداعيات عودة أسر داعش
وفي بيان صادر عن شيوخ عشائر محافظة صلاح الدين، تم التحذير من أن بعض العائلات المرتبطة بعناصر داعش في مخيمات الهول والجدعة هي عائلات تحمل تاريخاً دموياً. وقد أشار الشيوخ إلى أن إعادة هذه العائلات إلى العراق قد يفتح المجال أمام الثارات العشائرية، مما سيعيد البلاد إلى دائرة العنف من جديد. لذلك، دعا البيان الحكومة إلى التروي في اتخاذ القرارات المتعلقة بإعادة هؤلاء العائدين.
وبالرغم من هذه التحذيرات، نفى مصدر حكومي لموقع «عكاظ» خطة إعادة عائلات داعش إلى مناطق سكنهم السابقة، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على إيجاد آلية لإعادة توطينهم في محافظات أخرى مع فرض رقابة أمنية صارمة عليهم. هذا الأمر يعكس الوعي الكبير بالمخاطر الأمنية والاجتماعية المرتبطة بهذا الملف.
وقد أكد عدد من البرلمانيين العراقيين أن قضية إعادة أسر داعش لا تخلو من تحديات وتعقيدات حقيقية. حيث تشير الأبحاث إلى وجود روابط ثأر قديمة، مما يعني أنه من الصعب على بعض الأفراد العودة إلى مجتمعاتهم الأصلية. وبالتالي، فإن إعادتهم قد تشمل إدخال أفراد عائلاتهم بدلاً منهم، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشاعر السلبية والتوترات داخل المجتمع.
إن هذه القضايا تعكس مدى تعقيد إعادة دمج العائدين من النزاح. يتطلب الأمر حلاً شاملاً يأخذ في الاعتبار الأبعاد الأمنية والاجتماعية، لضمان عدم حدوث اشتباكات أو أعمال انتقامية قد تُعرض أمن البلاد للخطر من جديد.