
تقلبات ترامب السياسية
ناقش مقال في صحيفة التايمز البريطانية التحولات الدراماتيكية في مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد مرور ستة أشهر على ولايته الثانية، بدءاً من قصف إيران وصولاً إلى قراراته بشأن أوكرانيا. الكاتب جيرارد بيكر سلط الضوء على الصعوبات والتناقضات التي ظهرت في قيادة ترامب، وظهر ذلك جلياً في العديد من القرارات المشوبة بالجدل.
تحولات ترامب السياسية
بدأ الكاتب بطرح سؤال ملح: “هل يمكن تصنيف ترامب كبراغماتي؟”، مشيرًا إلى أن العديد من الصفات مثل “المتهور” و”غير العقلاني” تستخدم لوصف أسلوبه. وقد اعتبر البراغماتية انتصارًا للحقائق العملية، ويبدو أنها تتعارض مع محاولات ترامب لإرضاء قاعدته الشعبية. وفي خضم ولاية ترامب الثانية، أشار الكاتب إلى احتمال أن يصبح أكثر الرؤساء الأمريكيين تقلباً، تماشياً مع سلوكياته المتناقضة في السياسات الأمنية والخارجية.
وأفاد أن هناك تراجعًا ملحوظًا بين أنصار ترامب، الذين يشعرون بأنه يتخلى عنهم في عدة قضايا، مثل قصف إيران وتحسين العلاقات مع الناتو. كما تطرق الكاتب إلى ما حدث مؤخراً فيما يتعلق بالتحقيق في وفاة الملياردير جيفري إبستين، الذي اعتبره تجسيداً للبراغماتية التي يتبناها ترامب، حيث أعلن محاميه أنه لا توجد مؤامرة وراء تلك الحادثة.
وأشار بيكر إلى أن قرار قصف إيران يتناقض مع نهج عدم التدخل الذي تبناه ترامب في بداية حكمه. ولفت انتباه القراء إلى مساعي ترامب لتحسين العلاقات مع حلفاء الناتو، والذي يعتبره مخالفًا لتوجهات أنصاره الذين يدينون التدخلات الأوروبية. كما أن ترامب قام بتقوية دعمه لأوكرانيا، متجاوزاً الحدود التقليدية للتوجهات الخاصة به في العلاقات مع روسيا ومعرباً عن تحقيق توازن في إنفاق الدفاع.
أما بالنسبة للجانب الآخر، تناول مقال في صحيفة التلغراف التحذيرات من التحالف النووي الفرنسي البريطاني الذي يقودتا في مواجهة التهديدات الروسية. وقد ساهم هذا الإعلان في تعزيز صورة أوروبا كقوة ذات سيادة، لكنها تثير تساؤلات حول قدرة هذه الدول على العمل المستقل دون دعم أمريكي.
فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، تناول الكاتب في الفايننشال تايمز ضرورة أن يظل العنصر البشري في مقدمة التطورات التكنولوجية، حيث تبرز التكنولوجيا كقدرة لتعزيز الحياة البشرية بدلاً من استبدالها. الرسالة هنا توحي بأهمية الشراكة بين الذكاء الاصطناعي والإنسان لضمان مستقبل أفضل.