
اتفاق دفاع نووي مشترك بين بريطانيا وفرنسا: من المستفيد؟
أدى الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا إلى ظهور تحالفات جديدة في الساحة الدولية، مُنذراً بإمكانية تجدد الصراع في أوروبا والذي قد ينتهي بحرب عالمية ثالثة. في هذا السياق، أعلنت بريطانيا وفرنسا عن اتفاقية تاريخية لتنسيق استخدام أسلحتهما النووية للدفاع عن القارة الأوروبية، وهو ما يمثل خطوة جديدة في تعزيز التعاون الأمني بين البلدين. جاء هذا الإعلان خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة المتحدة، حيث تعهد كل من ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالعمل سوياً من أجل تعزيز قدرات الردع النووي.
تعاون نووي بين القوى الكبرى
وفقاً لصحيفة التليجراف، يفتح هذا الاتفاق أمام بريطانيا وفرنسا آفاقاً جديدة لتنسيق نشر الغواصات والطائرات المقاتلة النووية، في ضوء التهديدات المتزايدة من روسيا. ومع تراجع الوجود العسكري الأمريكي في القارة، فإن ألمانيا قد دعت فرنسا للإعلان بوضوح عن التزامها بالدفاع عن بقية أوروبا. تجدر الإشارة إلى أن فرنسا، رغم كونها عضواً في حلف الناتو، حافظت على استقلاليتها النووية، ولكن يبدو أن الاتفاق الجديد يشير إلى نية باريس للتعاون بشكل أكبر مع لندن في مجالات التخطيط والدفاع.
الترسانات النووية للبلدين ستظل مستقلة، ولكن من المقرر تنسيق جهودهما في حال حدوث تهديد خطير لأوروبا. وفي تصريحات لوزارة الدفاع البريطانية، تم التأكيد على أن “أي خطر يهدد المصالح الحيوية لكل من بريطانيا أو فرنسا يمكن أن يواجه بقوة من ترساناتهما النووية”. وأعرب كير ستارمر عن استعدادهم لاستخدام قوتهم المشتركة لتعزيز قدراتهم وتوظيف الآلاف في المملكة المتحدة، محفظين بذلك على سلامة مواطنيهم.
في خطوة تبرز التزام فرنسا بالدفاع عن أوروبا، تشير التقارير إلى استعدادها لنشر طائرات تحمل أسلحة نووية في ألمانيا. بدوره، دعا المستشار الألماني فريدريش ميرز بريطانيا وفرنسا لتوفير حماية نووية أكبر لحلفائهم الأوروبيين، وسط المخاوف من تراجع اهتمام الولايات المتحدة بالحفاظ على التوازن الأمني في أوروبا.