راغب علامة بين العناق والجرأة: هل تخلّى عن هويته أم أعاد تشكيلها لتواكب الترند؟

راغب علامة بين العناق والجرأة: هل تخلّى عن هويته أم أعاد تشكيلها لتواكب الترند؟

راغب علامة: نجومية تتمايل بين الفن والإثارة

منذ انطلاقته في ثمانينيات القرن الماضي، مثّل راغب علامة تجسيدًا للأناقة الفنية، حيث اعتُبر من أهم نجوم الغناء العربي بفضل صوته الرقيق، وحضوره اللافت، وذكائه المهني الذي ساعده على البقاء في دائرة الضوء لفترة طويلة. ومع مرور الزمن وتراكم تجاربه الفنية، حافظ راغب على صورة الفنان المتوازن، المتصالح مع الأجيال المختلفة، والذي نجح في الجمع بين الإعجاب الجماهيري والرزانة الفنية. إلا أن هذه الصورة بدأت تتغير تدريجيًا في السنوات الأخيرة، خاصة في حفلاته الجماهيرية التي أثارت جدلاً مستمرًا، بين معجبات يتجاوزن حدود المقبول، وردود فعل من فنان يبدو أنه قرر هو الآخر كسر بعض الحواجز.

الفن والإثارة: جدل متصاعد

تحولت منصات راغب علامة من مجرد مسارح غنائية إلى ساحات يتفجر فيها الجدل عبر جرعات من الإثارة والاستعراض، وهو ما يبدو أحيانًا وكأنه مقصود. فقد أصبحنا نشهد مواقف مثل احتضان طويل لمعجبة على المسرح، ورقصات قريبة، ونظرات طويلة وكلمات جريئة تُقال عبر المايكروفون. هذه المشاهد المتكررة تثير تساؤلات مشروعة: هل فقد راغب توازنه بين الفن والنجومية أم أنه اختار اللعب على وتر الإثارة في زمن يموج بالضجيج؟

ليس غريبًا أن يتعرض النجوم لمواقف محرجة مع الجمهور، لكن ما يثير الانتباه هو أن راغب لا ينسحب من تلك المواقف، بل يحتضنها أحيانًا. بل الأكثر غرابة هو إعادة نشره لتلك اللحظات عبر حساباته، وكأنما يُكرّسها. مع تكرار هذه المشاهد، بدأت تتزايد التساؤلات حول ما إذا كان راغب لا يزال يسيطر على صورته العامة، أم أنه في عملية إعادة صياغتها بما يتماشى مع مزاج جماهيري متقلب.

من أبرز المواقف التي أثارت النقاش مؤخرًا كانت خلال حفلة أقامها في القاهرة، حيث صعدت إحدى المعجبات المسرح واحتضنته بشكل بدا حميميًا بشكل لافت، بينما رد راغب عليها بابتسامته وترحيبه، مما أثار تفاعلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي. سرعان ما رُفعت الكرة في وجهه، حيث أصدرت نقابة المهن الموسيقية المصرية بيانًا تعبر فيه عن استيائها مما حدث، مؤكدة على ضرورة احترام الذوق العام ووضع ضوابط للعروض الغنائية، لا سيما عندما تُنقل عبر وسائل التواصل.

هذا البيان أطلق نقاشًا موسعًا ليس فقط في مصر، بل انتشر أيضًا إلى لبنان، حيث انقسمت الآراء بين من يرى سلوك راغب خفة ظل وتلقائية، ومن يشير إلى أنه كنجم بحجمه وتاريخه يجب عليه تجنب التورط في مشاهد قد تُظهره بشكل قد يؤثر على تاريخه الفني.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *