مبعوث واشنطن: تعقيدات الوضع في لبنان تتطلب اهتمامًا عاجلًا

مبعوث واشنطن: تعقيدات الوضع في لبنان تتطلب اهتمامًا عاجلًا

الوضع المعقد في لبنان

وصف المبعوث الأمريكي الخاص، توم براك، الوضع في لبنان بأنه “معقد”، حيث أشار إلى محاولات الجميع تسوية الأمور. وصرح براك بعد لقائه بالبطريرك بشارة بطرس الراعي في بكركي أن فهمه للصعوبات التي يواجهها لبنان موجود، وأعرب عن أمله في استمرار التواصل بين قادته. كما أكد أهمية أن تتخذ الدولة اللبنانية قرارها بشأن مصيرها، مع استعداد بلاده للمساعدة. وشدد على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية مع ضرورة التحلي بالصبر. وكشف عن وجود مشكلات تعرقل التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وأعلن عن استعداده للعودة للبنان كلما دعت الحاجة.

التحديات الداخلية والخارجية

جاءت زيارة المبعوث الأمريكي إلى بيروت، التي تُعد الثالثة له خلال أقل من شهرين، لتسلم رد لبنان الرسمي على الورقة التي طرحها في زيارته الثانية. هذه الورقة تتضمن رؤية الإدارة الأمريكية لتنفيذ عملية حصر السلاح بيد الدولة. لكن براك أعرب عن عدم وجود ضمانات أمريكية لتقديمها لبيروت، وأوضح أن بلاده لا تستطيع إرغام إسرائيل على أي شيء، مشددًا على أن موضوع نزع سلاح حزب الله هو موضوع داخلي. في الوقت نفسه، أوضح أن واشنطن ترغب في مساعدة لبنان.

وقد أفادت مصادر لبنانية أن رد لبنان على مقترحات براك لم يتضمن أي جداول زمنية واضحة أو خطوات عملية بشأن تنفيذ عملية حصر السلاح. وذكرت المصادر أن لبنان طلب من واشنطن الضغط على إسرائيل للانسحاب تدريجياً من جنوب لبنان، لترتيب الأمور لمتطلباته في حصر السلاح بيد الدولة. وتعتقد المصادر أن الضغط الأمريكي على تل أبيب يمكن أن يسهل مهمة بيروت في التفاوض مع حزب الله بشأن تسليم سلاحه، بينما تصر واشنطن على وضع جدول زمني لتسليم السلاح قبل نهاية العام.

من جهة أخرى، أبلغ الجناح العسكري لحزب الله رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه لن يسلم سلاحه حتى في حالة انسحاب إسرائيل، مؤكدًا استعداده للاشتباك إذا رغبت الدولة اللبنانية في ذلك. في السياق نفسه، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن قرار حصر السلاح هو قرار نهائي ولا رجوع عنه، وأنه سيتم تنفيذ ذلك بحذر للحفاظ على وحدة لبنان وضمان السلام الأهلي. في زيارته الأولى في 19 يونيو الماضي، قدم براك مقترحات لتنفيذ الترتيبات الأمنية لوقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، وفي زيارته الثانية في السابع من الشهر الجاري، رد الرئيس عون على تلك المقترحات بشكل رسمي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *