في ظل الارتفاع المستمر في درجات الحرارة خلال فصل الصيف وما يترافق معه من زيادة في استهلاك الطاقة، تبذل وزارة البترول المصرية جهودًا حثيثة لتنفيذ حلول فعالة تلبي الطلب المتزايد. حيث تستعد الوزارة لبدء تشغيل بئر ظهر ستة خلال شهر يوليو، وذلك في إطار شراكة بين شركة إيني الإيطالية وشركة بتروبل. من المتوقع أن يسهم هذا البئر في تعزيز كفاءة منظومة الغاز في مصر من خلال ضخ كميات جديدة تتراوح بين أربعين وخمسين مليون قدم مكعبة يوميًا، مما يعزز استقرار الشبكة القومية ويدعم قدرة الدولة على مواجهة تحديات الاستهلاك المرتفع، خاصة في أوقات الذروة. تعكس هذه الخطوات السريعة حرص الدولة على تأمين احتياجات السوق المحلي، خاصة في قطاعات حيوية مثل الكهرباء والصناعة، في ظل الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي.
إنتاج الغاز من حقل ظهر
من المتوقع أن يكون للبئر الإضافة الكبيرة التي تعزز استقرار منظومة الطاقة خلال موسم ذروة الاستهلاك. وأوضح أحد المسؤولين أن الشركة تباشر حاليًا عمليات لعزل المياه في الآبار باستخدام تقنيات الحقن وبعض المواد الكيميائية التي تمنع تسرب المياه وتكوينها أثناء إنتاج الغاز، وذلك في حقل ظهر الواقع في البحر المتوسط. وقد أعلنت وزارة البترول في يناير الماضي عن وصول سفينة حفر إلى السواحل المصرية، ضمن خطوات تطوير الحقل البحري وزيادة معدلات إنتاجه.
إمدادات الغاز الطبيعي
في يوليو 2024، كشف خالد موافي، رئيس شركة “بتروبل”، خلال زيارة وزير البترول لموقع الحقل، أن إجمالي الاستثمارات التي تم ضخها منذ بداية التعاون مع شركة إيني يصل إلى حوالي 39 مليار دولار، تم توجيه نحو 13.5 مليار دولار منها لتطوير حقل ظهر. كما أشار إلى وجود خطط مستقبلية طموحة لضخ استثمارات إضافية. ويبلغ إنتاج الغاز من حقل ظهر حاليًا نحو 1.1 إلى 1.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، مما يمثل حوالي 30% من إجمالي إنتاج مصر من الغاز في الوقت الراهن.
الحكومة المصرية تواصل أنشطة الحفر المستمرة في الحقل لإضافة كميات جديدة تلبي الطلب المحلي، مع توضيح أن التعاون القائم مع “إيني” يشمل أيضًا تطوير البنية التحتية لمحطة المعالجة والإنتاج. وفي مارس 2025، حصلت الشركة الوطنية المتحدة للخدمات البترولية على عقد لتوريد مواد كيميائية لحقل ظهر لمدة 9 أشهر بقيمة 120 مليون دولار، مخصصة للعمليات الضرورية لمنع تسرب المياه من الآبار، كما أشار إلى ذلك أيمن حمام، المدير الإقليمي للشركة في مصر.