
تعزيز التعاون بين المملكة العربية السعودية وجورجيا
مع النمو المتسارع للعلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية جورجيا، والذي يأتي بالتزامن مع مرور أكثر من ثلاثين عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية، تتجه الأنظار إلى فرص أوسع للتعاون في مجالات الاقتصاد والسياحة والطاقة والتعليم. وقد أجرى الحوار مع سفير جورجيا في المملكة، نيكولوز ريفازيشفيلي، الذي أشار إلى عمق العلاقات الثنائية، وما تشهده من تقدم متسارع في شتى المجالات، مستعرضًا محطات التعاون الرئيسية ومجالات الاستثمار الواعدة.
تطور العلاقات الدبلوماسية
تم تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1994، ومنذ ذلك الحين شهدت هذه العلاقات تطوراً ملحوظاً، مع التركيز الكبير على مجالات الاقتصاد والسياحة. وقد كانت خطوة افتتاح سفارة جورجيا في الرياض في يناير 2015 بمثابة نقلة نوعية في تعزيز التواصل الدبلوماسي. وفي ديسمبر 2018، قامت السعودية بافتتاح سفارتها في تبليسي، وهو ما أسهم في تعزيز أواصر التعاون بين البلدين. كما لعبت الزيارات الرسمية دوراً حيوياً في تقوية هذه العلاقات. وفي ديسمبر 2022، زار رئيس وزراء جورجيا الرياض، حيث التقى بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مما ساعد في تأكيد الالتزام بتعزيز التعاون في مجالات متنوعة تشمل السياسة والاقتصاد والثقافة.
وتحتفل العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين بمرور 30 عاماً عبر تأسيس “مجلس التنسيق الحكومي الجورجي السعودي”، الذي يهدف إلى تسهيل الاجتماعات المنتظمة لبحث خطط التعاون الاقتصادي. كما تعود جولة المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية إلى يوليو 2024، حيث تمت مناقشة آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي وتعزيز العلاقات التجارية.
لقد باتت العلاقات الاقتصادية بين المملكة وجورجيا متينة، حيث تعتبر المملكة من أكبر المستثمرين الخليجيين في جورجيا، حيث تجاوزت الاستثمارات المباشرة 100 مليون دولار، مع تركيز على مجالات مثل العقارات والزراعة والتكنولوجيا. ويزيد الاهتمام من رواد الأعمال السعوديين بالدخول إلى السوق الجورجية، في حين تسعى الشركات الجورجية لتوسيع نشاطها في السوق السعودية.
للاستفادة من رؤية السعودية 2030، تتوجه جورجيا بصفة خاصة نحو تعزيز التعاون في مجالات مثل الطاقة المتجددة والسياحة والضيافة والزراعة. وقد أبدت الحكومة الجورجية استعدادها لدعم المستثمرين الأجانب من خلال تقديم تسهيلات وحوافز متعددة. بدءاً من 2025، ستقدم الحكومة إعفاءات ضريبية غير مسبوقة للشركات الناشئة.
في فرصة لتعزيز العلاقات الثقافية، يجرى النقاش لطرح طابع بريدي مشترك احتفالاً بمرور ثلاثين عاماً على إقامة العلاقات. كما تُعتبر الدبلوماسية الثقافية من الأدوات المهمة للتقارب بين الشعوب. في سياق متصل، أبدى السفير الأردني اهتماماً في تعزيز التبادل الأكاديمي، حيث أصبحت جورجيا وجهة مفضلة للطلاب السعوديين.