
محاولة بيع طفلة في بغداد تؤجج الغضب الشعبي
نجحت قوات شرطة الرصافة في بغداد في إحباط محاولة صادمة لبيع طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات (من مواليد 2015) مقابل 80 مليون دينار عراقي، أي حوالي 60 ألف دولار أمريكي. ووفقًا للمعطيات، فقد تلقت الشرطة معلومات استخباراتية دقيقة حول نية الأب بيع ابنته، مما استدعى تشكيل فريق عمل متخصص لمتابعة القضية عن كثب.
حادثة مؤلمة تبرز عواقب الاتجار بالأطفال
بعد إجراء متابعة دقيقة لتحركات الأب المتهم، تمكنت القوات الأمنية من نصب كمين في إحدى مناطق شرق بغداد. وخلال العملية، تم القبض على الأب متلبسًا أثناء محاولة إتمام الصفقة، بينما تم إنقاذ الطفلة بنجاح. وتم تحويل الأب إلى التوقيف بانتظار عرضه على القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة. في هذه الأثناء، لا تزال التحقيقات جارية لكشف خلفيات الحادثة والجهة التي كانت تنوي شراء الطفلة، وسط تساؤلات حول دوافع الطرفين في هذه الجريمة المُوجعة.
لقد أثارت هذه الحادثة موجة من الغضب الواسع على منصات التواصل الاجتماعي داخل العراق، حيث دعا الناشطون إلى تعزيز دور مؤسسات حماية الطفولة وإنشاء مراكز إيواء آمنة للأطفال المعرضين للعنف أو الإهمال الأسري. تحتل منطقة الرصافة في بغداد موقعًا حيويًا كواحدة من المناطق التي تشهد نشاطًا أمنيًا مكثفًا لمكافحة الجرائم، بما في ذلك الاتجار بالبشر، التي تمثل تحديًا كبيرًا تحاول السلطات العراقية مواجهته. تشير إحصائيات مجلس القضاء الأعلى العراقي إلى أن محاكم الجنايات تنظر سنويًا في مئات القضايا المتعلقة بجريمة الاتجار بالبشر، وبالأخص في العاصمة بغداد.
تعمل وكالات الاستخبارات ومكافحة الجريمة المنظمة على مكافحة هذه الأنشطة غير القانونية من خلال تنفيذ عمليات استخباراتية دقيقة وكمائن محكمة للقبض على المتورطين. في السنوات الأخيرة، تم تسجيل عدة حالات مشابهة تتعلق بمحاولات بيع الأطفال، بعضها يعود بسبب الفقر المدقع، أو التورط في الشبكات الإجرامية، أو دوافع غامضة أخرى. لا تكاد هذه الظاهرة تتوقف عند الحادثة الأخيرة، حيث تم إحباط محاولة مماثلة لبيع رضيعة من قبل والديها في مايو من نفس العام في محافظة ديالى، مما يعكس تصاعدًا مقلقًا في جرائم الإتجار بالأطفال داخل البلاد.