بارّاك يسرع الخطى نحو إنجاز مهمة نزع السلاح وسط الأوضاع المتدهورة في سوريا

بارّاك يسرع الخطى نحو إنجاز مهمة نزع السلاح وسط الأوضاع المتدهورة في سوريا

باراك يسارع الزمن السوري لنزع السلاح

يبدو أن واشنطن تتعجل لإزالة سلاح حزب الله في إطار جداول زمنية ضيقة، وكأنها تخوض سباقاً مع تطورات الأحداث السورية التي تؤثر في رؤية الرأي العام اللبناني تجاه السلاح وأدواره. بعد أحداث الساحل وما يجري في السويداء، زادت مشاعر القلق والخوف على مستقبل المكونات اللبنانية، حيث يعبر البعض عن رغبتهم في نزع السلاح بأي وسيلة، معتقدين أن الحل يكمن في الاستعانة بالسلاح الإسرائيلي، على الرغم من أنهم لا يرون في ذلك إلا هروبًا من مواجهات حقيقية. هؤلاء ما زالوا متعلقين برهاناتهم رغم ما يرونه من دمار في الكيانين الروحي والمادي. لكن لا يمكن اعتبار كل من يدعو لحصر السلاح بيد الدولة ينتمي لهذه الفئة.

هناك أيضًا مجموعة من اللبنانيين -توسعت في الفترة الأخيرة نتيجة حربَي “الإسناد” و”أولي البأس”- تجادل بضرورة منح لبنان فرصة للتعافي وإعادة البناء، مع قناعات متزايدة بأن السلاح لم يعد قادرًا على أداء وظائفه التقليدية في مواجهة “إسرائيل”: الحماية، الردع والتحرير. هؤلاء يستحقون مناقشة أفكارهم وتبادل الآراء معهم لبناء تفاهمات وطنية أوسع وأعمق.

تتجه الأمور في سوريا إلى مزيد من الخطر، فالأوضاع الحالية دقت ناقوس خطر في مختلف المكونات اللبنانية. ليست الطائفة الدرزية وحدها، بل المسيحيون والشيعة والسنّة أيضاً، ما يدفعهم إلى إعادة النظر في قضايا السلاح. بدأت الأمور تشهد تحولات في مواقف بعض الأوساط السياسية المسيحية، مثل حزب الكتائب.

وكان من النتائج المباشرة للأحداث في سوريا، منذ الثامن من ديسمبر، أن دور “السنيّة الدينية” -بشكل خاص السلفية- بدأ ينمو ليس فقط في لبنان، بل في كل المشرق العربي. كما أن دخول العشائر العربية في أزمة السويداء أحدث تحولات جوهرية، حيث تقترب هذه البيئة القبلية أكثر من السلفية.

تبدو حالة لبنان الحرجة واضحة، لأنه يتلقى أضرار الأحداث السورية بشكل يختلف عن باقي دول المشرق، لاعتبارات تاريخية وجغرافية وديموغرافية. لذا، يتسارع القلق وتعيد الأطراف المختلفة ترتيب أولوياتها، ما سيؤدي بلا شك إلى إعادة النظر في التحالفات.

من الواضح أن بأي شكل من الأشكال، تسعى واشنطن لإيجاد حلول لأزمة السويداء تعكس توازنات المصالح بين حلفائها، لكنها تظل غير منزعجة بانخراط “إسرائيل” في سلوكيات أقل جموحًا. من الواضح أن الاستقرار في سوريا يبدو بعيد المنال، ولا مصلحة لـ”إسرائيل” في هذا الاستقرار.

في ظل ذلك، لا تزال تعقيدات نزع السلاح تتزايد، خاصة في ظل المواقف الإسرائيلية واهتمام واشنطن بمصالحها. كما أن صعود الأوضاع الداخلية المتوترة يزيد من خطر الفوضى، مما قد يؤثر سلبًا على لبنان ويتطلب من القوى السياسية اللبنانية التعامل مع هذا الواقع بحذر ووعي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *