حالات الغيبوبة وتأثيرها على الحياة
ما بين اليأس والرجاء، يرقد العديد من البشر في حالة غياب تام عن الوعي، وكأنهم نيامٌ في عالم مجهول، ويقف حولهم أحباؤهم ينتظرون أي إشارة على التعافي، أو العودة للوعي، ولكن قد تنتهي الرحلة بالموت بعد سنوات من الانتظار. لم تكن حالة الأمير السعودي الوليد بن خالد بن طلال، الذي ظل في غيبوبة كاملة لمدة 20 عاماً حتى وفاته يوم السبت، هي الأولى من نوعها في العالم أو الأطول في التاريخ، بل سبقته حالات أكثر غرابة ومتعددة الأسباب. فمن بين هؤلاء من عاد إلى الوعي، ومنهم من ظل غائباً إلى الأبد.
الضعف والرجاء في حالات الغيبوبة
قبل رصد حالات الغيبوبة المثيرة للدهشة، والأطول في التاريخ، سواء انتهت بالوفاة أو العودة من المجهول، نوضح أولاً ماذا تعني الغيبوبة، وهل هي مثل النوم، وما الفرق بينها وبين توقف الدماغ طبياً. تتفق حالتي النوم والغيبوبة في أن الإنسان يفقد خلالهما الوعي، لكن مع اختلاف شدة ذلك، وأسبابه، والمدة التي قد يقضيها الإنسان في هذه الحالة، كما أن التنفس يكون طبيعيا في الحالتين والقلب ينبض أيضاً.
وبحسب التعريف الطبي، فإن الغيبوبة تمثل حالة فقدان وعي كامل، إلا أن الدماغ البشري لا يستجيب خلالها لأي مُحفِّز خارجي (كالأصوات أو الأحاسيس) التي يمكن أن تحفز الدماغ على الاستيقاظ واليقظة، وهي نتيجة تلف في مناطق الدماغ المسؤولة عن الوعي. بينما أثناء النوم يمكن الاستجابة للمحفزات الخارجية والانتباه لها واليقظة أيضاً، والهدف منها هو الراحة واستعادة الطاقة. علاوة على ذلك، فإن حالات الغيبوبة المستمرة تعرف بأنها التي تحدث لمدة تزيد عن أربعة أسابيع، بينما الغيبوبة الدائمة أكثر من ستة أشهر.
من الغريب أن بعض الحالات شهدت عودة للوعي، مثل الأمريكية إدواردا أوبارا، التي عانت من غيبوبة لمدة 42 عاماً، وتوفيت عام 2012. أما عن الوعي الناتج عن تجارب غير عادية، فقد سجلت حالات لصحفيين لاقوا حتفهم بعد دخولهم في غيبوبة. كما كانت حالة المراهق البريطاني أنثوني بلاند من أبرز حالات الهزات الأليمة، حيث توفي بعد خمس سنوات بسبب تعقيدات حادث.
أما منيرة عبد الله، من الإمارات، فقد استرجعت وعيها بعد غيبوبة استمرت 27 عاماً، مما أعطى الأمل لأقاربه. وعلى الرغم من أن الغيبوبة تُعتبر حالة مستعصية، فإن حالات قليلة تمكنت من التحسن، لكن يبقى الأمل ضئيلاً في كثير من الأحيان.