
أقصر الأيام في العصر الحديث
وأشار أبو زاهرة إلى أن يوم 5 يوليو 2024 تم اعتباره كأقصر يوم معروف في العصر الحديث، حيث كان أقصر بـ1.66 ملّي ثانية عن اليوم القياسي. وأظهرت التوقعات الفلكية أن صيف 2025 سيشهد تسجيل ثلاثة من أقصر أيام العام وربما أقصر أيام العصر الحديث، وهي كالتالي:
– 9 يوليو 2025 بفارق 1.30 ملّي ثانية عن 24 ساعة
– 22 يوليو 2025 بفارق 1.38 ملّي ثانية
– 5 أغسطس 2025 بفارق 1.51 ملّي ثانية
وقام أبو زاهرة بتوضيح أن هذه البيانات يتم تحديدها من خلال حسابات دقيقة تُنفذها مؤسسات مثل “خدمة دوران الأرض الدولية”، والتي تراقب الفروقات الدقيقة بين الزمن الفلكي (UT1) والزمن الذري (TAI).
تفسيرات لتسارع دوران الأرض
بالنسبة لأسباب هذا التسارع، أفاد أبو زاهرة أن العلماء لم يصلوا بعد إلى تفسير قاطع، ولكن هناك عدة فرضيات قيد البحث، منها:
– التغيرات في حركة نواة الأرض السائلة
– ذوبان الجليد القطبي وإعادة توزيع الكتلة
– الزلازل الكبرى وتأثيرها على التوازن الداخلي للأرض
– التغيرات في تأثير القمر والمد والجزر
وأكد أن تأثير هذا التسارع ليس محسوسًا في الحياة اليومية للناس، لكنه قد يؤثر تقنيًا على الأنظمة الرقمية الدقيقة مثل أنظمة الملاحة GPS، والأقمار الصناعية، والبُنى التحتية الحساسة مثل توقيتات البث والخوادم البنكية.
كما أشار إلى أنه إذا استمر هذا التسارع، قد تضطر الهيئات الدولية المسؤولة عن الزمن إلى اتخاذ إجراء غير مسبوق يعرف بـ “الثانية السالبة”، والذي يعني حذف ثانية واحدة من التوقيت العالمي المنسق (UTC) لتعويض الفارق المتزايد. وأوضح أن جميع الفترات السابقة للوقت كانت تضيف ثوانٍ كبيسة، لكن لم يتم حذف أي ثانية حتى الآن، ويُتوقع حدوث ذلك لأول مرة في عام 2029 إذا استمر الوضع الحالي.
ختامًا، شدد المهندس ماجد أبو زاهرة على أن هذه الظاهرة، برغم غرابتها وأهميتها العلمية، تظل غير مؤثرة بشكل مباشر على حياة الناس، لكنها تذكرنا بديناميكية كوكبنا المعقدة، وتظهر أن الأرض ليست مجرد جرم ثابت بل هي نظام كوني دقيق لا يزال يدهشنا ويفاجئنا باستمرار.