السياج البعيد والطوق القريب: أحدث التطورات في المشهد السعودي

السياج البعيد والطوق القريب: أحدث التطورات في المشهد السعودي

الصراع الإسرائيلي والأمن القومي في المنطقة

منذ السابع من أكتوبر 2023، تواجه إسرائيل صراعًا مزدوجًا؛ حيث يتعلق الأول بوجودها كدولة، والثاني بأمنها القومي المتعلق بإعادة إحياء نظرية الردع. تعتبر هذه النظرية مكملة لإعلان القوة الإسرائيلية على المستوى الإقليمي، مما يتطلب الإذعان من قبل الدول والشعوب في المنطقة المحيطة. يمتد هذا النطاق الجغرافي من هضبة الأناضول شمالاً وصولًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، وينتهي حتى بحر العرب والقرن الأفريقي جنوبًا، ويتضمن كذلك شبه القارة الهندية شرقًا. معظم هذه المناطق أراضٍ عربية وإسلامية، حيث تأتي النظرية الأمنية الإسرائيلية لتربط بين وجودها وبين المحافظة على قوة ردع تضع طوقًا أمنيًا يحمي حدود كيانها.

وجود إسرائيل والتحديات الإقليمية

بالرغم من كونها دولة صغيرة تفتقر إلى الموارد الطبيعية والبشرية المؤهلة لتكون قوة إقليمية مهيمنة، استطاعت إسرائيل في النصف قرن الماضي تحييد دول الجوار. ومع ذلك، فإن استراتيجيتها في فرض ردع فعال، الذي يهدف إلى التسويق لوجودها، تواجه تحديات كبيرة منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023. فالقطاع الصغير من فلسطين يُظهر أن إستراتيجيتها قد لا تكون كافية لمواجهة تهديدات حقيقية من أرض محاصرة ومكتظة بالسكان، مما ينعكس سلبًا على قوتها الردعية.

الأخطار المحدقة الآن تمثل تحديًا للدول والشعوب العربية الواقعة في منطقة عازلة بين الطوق الأقرب والسور الأبعد. في حالة عدم تطوير استراتيجية تمتلك قوة ردع معاكسة، فإن هذه المنطقة ستصبح تحت وطأة النفوذ الإسرائيلي كجزء من استراتيجيتها التوسعية. هذا التوسع المحتمل ليس مجرد مسألة وجود كيان، بل يمثل أيضًا إشارات لوجود آثار استراتيجية وأمنية خطيرة تؤثر على الأمن الإقليمي والمزيد من التوترات التي قد تؤدي إلى تغييرات عميقة في المنطقة.

إن الأطماع الإسرائيلية تهدد لا فقط الأمن القومي للعرب، بل يمكن أن تؤثر أيضًا على مستقبل السلام في العالم، بما فيه أمن حلفائها. لذا، فإن التعامل مع التحديات الإسرائيلية يجب أن يكون عبر خطط استراتيجية شاملة، تأخذ بعين الاعتبار التعقيدات التاريخية والدينية والتي تعد جزءًا من الصراع القائم. إن وجود إسرائيل يمثل تحديًا داخليًا ودوليًا يتطلب من الجميع توحيد الجهود لمواجهة المخاطر المحدقة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *